كشفت نتائج استطلاع "أصداء بي سي دبليو السنوي الحادي عشر لرأي الشباب العربي" أنّ ارتفاع كلفة المعيشة والبطالة جاء في صدارة العقبات التي تواجه الشرق الأوسط. 

وفي التفاصيل، فإنّ نسبة 56% من الشباب اعتبروا أنّ ارتفاع كلفة المعيشة يمثّل مصدر القلق الأول بالنسبة إليهم، في حين اعتبرت نسبة 45% من الشباب أنّ البطالة تمثّل مصدر القلق الأول، علماً أنّ الاستطلاع استند إلى 3,300 مقابلة شخصية أجرتها "بي إس بي" خلال الفترة الممتدة بين 6 و 29 كانون الثاني2019 مع شبان وشابات عرب ينتمون للفئة العمرية بين 18 – 24 عاماً في 15 دولة في منطقة الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وبنسبة توزع للعينة 50:50 بين الذكور والإناث. 

وفي تعليقه، أكّد وزير المالية السابق ومدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في "صندوق النقد الدولي"، جهاد أزعور، أنّ "معالجة مشكلة البطالة هي الأولوية الأهم بالنسبة إلى المنطقة"، مشدداً على أنّ السياسات الاقتصادية ستفشل في حال لم نعمل على خفض معدلات البطالة. 

ويأتي تعليق أزعور على نتائج الاستطلاع، الذي لم يشمل قطر وسوريا، في ظل تعدي البطالة نسبة 30% في عدد من بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفي وقت يحذّر فيه "صندوق النقد" من أنّ معدل النمو المتوقع للمنطقة المقدّر بـ1.3% غير كافٍ لخلق فرص عمل كافية لـ2.8 مليون شاب عربي يدخل سوق العمل سنوياً. 

وفي السياق نفسه، تعتقد أغلبية الشباب المستطلعة آراؤهم أنّه يتعيّن على حكومات بلادهم توفير فرص عمل ودعم أسعار الطاقة وتوفير مساكن للمواطنين. ويسود هذا الرأي في منطقة مجلس التعاون الخليجي، إذ اعتبرت نسبة 82% من الشباب أنّه يتعين على الحكومات توفير فرص عمل لجميع المواطنين. 

على مستوى التعليم في المنطقة، الذي اعتبره صندوق النقد الدولي بحاجة إلى إصلاحات ملحة، أكّد 3 من أصل 4 شبان وشابات عرب عدم رضاهم عن التعليم في بلدانهم، وأكثر من نصفهم يرغبون باستكمال تعليمهم في دول الغرب. 

إلى ذلك، قال 2 من أصل كل 3 مشاركين (66%) إن للدين في المنطقة دوراً مبالغاً فيه– بزيادة نسبتها 16% منذ استطلاع عام 2015– في حين يقول 79% من الشباب العربي إن المنطقة تحتاج إلى إصلاح مؤسساتها الدينية. 
وعلى الأرجح، فإن المناداة بالإصلاح تُعزى إلى أن واقع أكثر من نصف الشباب العربي (50%) مقتنعون بأن القيم الدينية في العالم العربي باتت تعيق تقدمه. 

في ما يتعلّق بالسياسة الخارجية، رأى الشباب العربي أنّ المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة على أنهما أكثر دولتين تعززان نفوذهما في العالم العربي خلال فترة الأعوام الـ5 الماضية. 

واعتبرت أغلبية الشباب العربي (59%) الولايات المتحدة عدواً لبلدانهم أكثر منها حليفاً (41%). وكان هذا التباين أيضاً سيد الموقف في آراء المشاركين حيال إيران (67% يعتبرونها عدواً مقابل 32% يرونها حليفاً). ولدى سؤالهم عما إذا كانت الولايات المتحدة أم روسيا هي الحليف الأقوى لبلدانهم، توزعت النتائج على نحو متماثل تقريباً بين روسيا (37%) والولايات المتحدة (38%)، في حين قال 25% إن أياً من القوتين العالميتين ليس حليفاً لبلدانهم.

واستكشف الاستطلاع تصورات الشباب العربي حيال البلدان الأخرى، وللسنة الثامنة على التوالي، حلت الإمارات العربية المتحدة في صدارة البلدان التي يرنو الشباب العربي للعيش فيها ويريد لبلدانه أن تقتدي بها. 

وللمرة الأولى في تاريخه، رصد الاستطلاع مواقف الشباب العربي إزاء قضايا مثل تعاطي المخدرات والصحة النفسية. ويقول أكثر من نصف الشباب العربي (57%) إن معدل تعاطي الشباب للمخدرات في بلدانهم آخذ في الارتفاع، ويعتقد 57% منهم أيضاً أن الحصول على المخدرات سهل في بلدانهم. وجاءت النسب الأعلى لارتفاع معدلات تعاطي الشباب للمخدرات تحديداً في منطقة شرق المتوسط (76%) وشمال أفريقيا (59%). 

ولدى سؤالهم عن موضوع الصحة النفسية، قال أغلب الشباب العربي (54%) إنه من الصعب الحصول على الرعاية الصحية الجيدة للمشاكل النفسية في بلدانهم، وكان الأمر بالنسبة للبعض أكثر صعوبة نظراً إلى أن نصف الشباب العربي (50%) يرون أن التماس علاج المشاكل النفسية- مثل القلق والاكتئاب- يعتبر أمراً معيباً في بلدانهم. ويكشف الاستطلاع أيضاً أن الصحة النفسية ليست مسألة هامشية، حيث يقول واحد تقريباً من أصل كل 3 مشاركين في الاستطلاع (31%) إنهم يعرفون شخصاً يعاني من مشاكل نفسية. 

 

إلى ذلك، بيّن الاستطلاع أنّ الشباب العربي يحفز ازدهار التجارة الإلكترونية في المنطقة، وبدأ يفضل استخدام البطاقات الإلكترونية على الدفع نقداً لتسديد قيمة المشتريات عبر الإنترنت. 

كما أظهر الاستطلاع أنّ الشباب العربي يفضل الحصول على الأخبار من وسائل التواصل الاجتماعي ويعتبرها أكثر مصداقية من وسائل الإعلام التقليدية.

 

(ترجمة لبنان 24)