الولايات المتحدة ترصد مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إلى البغدادي البالغ من العمر 47 عامًا
 

مفترشًا الأرض، واضعًا منديلًا أسود على رأسه، بلحيته المحنّاة ومتحدثًا بنبرة بطيئة، ظهر زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، أمس الإثنين، في فيديو مصور مدته 18 دقيقة، متوعدًا فيه بالثأر لقتلى التنظيم وأسراه.

علمًا، أن "هذا هو الظهور الأول للبغدادي حينما اعتلى منبر مسجد النوري في الموصل، في تموز 2014، معلنًا قيام دولة مزعومة لتنظيمه على الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق"، وذلك بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وفي تفاصيل الفيديو، قال البغدادي أن "معركة الباغوز انتهت، في إشارة إلى طرد التنظيم من آخر جيوبه في شرق سوريا قبل ما يقارب الشهر"، وشدد على أن "الله أمرنا بالجهاد ولم يأمرنا بالنصر"، كما أكد أن "الإعتداءات الأخيرة التي استهدفت سريلانكا في عيد الفصح وتبناها تنظيم داعش جاءت ثأرًا للباغوز"، وأضاف أن "عناصر داعش نفّذوا 92 عملية في ثماني دول ثأرًا لإخوانهم في الشام"، وأردف قائلًا أن "مقاتلي التنظيم المتطرف الذي مني بهزائم عسكرية متتالية على مدى السنتين الماضيتين سيأخذون بثأرهم".

كما تحدث عن "تطورات التي حصلت أخيرًا مثل الإنتخابات الإسرائيلية التي أعادت بنيامين نتنياهو إلى السلطة، وأيضًا سقوط نظامي الرئيسين عمر البشير وعبد العزيز بوتفليقة في كل من السودان والجزائر".

إقرأ أيضًا: 14 عامًا على الإنسحاب الأول.. متى الإنسحاب الثاني؟!

وعلى خلفية ذلك، قال مراقبون دوليون نقلًا عن صحيفة "نيويورك تايمز" أن "عودة أبو بكر البغدادى زعيم تنظيم داعش للظهور مجددًا فى شريط فيديو يسعى لحشد أتباعه، كان لها رسالة واضحة بأن التنظيم الإرهابى لا يزال قائمًا وفعالًا وستواصل شبكته الدولية من المتطرفين شن هجمات مؤلمة لا يمكن التنبوء بها".

وأضافوا، أن "البغدادى ربما إضطر للإعلان عن نفسه مرة أخرى بعد سنوات من الإختباء وذلك لإعادة التأكيد على سلطته فى مواجهة الخسارة العقابية فى سوريا وفقدان الأراضى التى استولى عليها فى العراق، لكن أيضًا يأتى الظهور فى أعقاب تنفيذ أتباع التنظيم الإرهابى واحدة من أكثر الهجمات الإرهابية دموية منذ سنوات حيث سلسلة التفجيرات التى استهدفت كنائس وفنادق فى سريلانكا صباح عيد القيامة".

كما توعدت الولايات المتحدة بتعقّب قادة تنظيم الدولة الإسلامية، وفي السياق قال المتحدث بإسم الخارجية الأميركية أن "التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم سيقاتل في كل أنحاء العالم لضمان هزيمة دائمة لهؤلاء الإرهابيين، وإحضار قادتهم الذين لا يزالون طلقاء أمام العدالة، لينالوا العقاب الذي يستحقونه".

ويُشار هنا، إلى أن "الولايات المتحدة ترصد مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إلى البغدادي البالغ من العمر 47 عامًا، والذي سرت من عام 2014 شائعات كثير عن مقتله لم يتم تأكيدها".

إقرأ أيضًا: مليار دولار لكاتدرائية نوتردام والجوع ينهش جسد 113 مليون شخص!!

في المقابل، أكد المحلل السياسي عبد الوهاب بدر خان نقلًا عن "سكاي نيوز"، اليوم الثلاثاء، أن "زعيم داعش أبو بكر البغدادي استغل عدة أمور بظهوره في مقطع الفيديو الذي انتشر أمس، منها تفجيرات سريلانكا الدامية التي أراد أن يرسل من خلالها رسالة في أنه المحرض عليها، مبينًا أنه أراد تأكيد وجوده ونفي أية أخبار عن صحته أو مقتله"، وأضاف أن "البغدادي دخل في مرحلة بن لادن من خلال ظهوره بنفس الطريقة التي كان بن لادن يظهر بها عبر تسجيلات فيديو، بدل ما كان يوجه خطابات مكتوبة أو رسائل صوتية".

إلى ذلك، اعتبر أحد الناشطين السوريين من الرقة نقلًا عن موقع "العربية.نت" أن "البغدادي ظهر برفقة 3  أشخاص تم إخفاء معالم وجههم، لكنهم كانوا يرتدون نوعًا من الشماغ يستخدم في شرق سوريا وغرب العراق بشكل واسع".

وأضاف أن "البغدادي ظهر جالسًا في مجلس عربي بحسب ما يسمى في تلك المناطق مصنوع من قماش منتشر في تلك المنطقة الجزيرة السورية والموصل"، ولفت إلى أن "هذا النوع من القماش كان يستورد من حلب، إلا أن المعامل توقفت عن إنتاجه منذ عام 2013 ، ولعل تلك الملاحظة يمكن أن تشي أو تحصر المكان الذي يمكن أن يتواجد فيه البغدادي (دائرة قطرها 100 كلم)".

والجدير ذكره هنا، أن "البغدادي المدرج على رأس قائمة كبار المطلوبين في العالم، خسر دولة مزعومة أقامها لأكثر من ثلاث سنوات، وبات اليوم يختبئ في كهوف الصحراء السورية، وبعدما كان يتحكم في وقت ما بمصير سبعة ملايين شخص على امتداد أراضٍ شاسعة في سوريا وما يقارب ثلث مساحة العراق، لا يقود البغدادي اليوم إلا مقاتلين مشتتين عاجزين بأنفسهم عن معرفة مكان وجوده"، حسبما نقلت وكالة "الصحافة الفرنسية".