رائحة الفمّ الكريهة بسبب التهاب اللوزتين يختلف كثيرًا عن رائحة الفمّ الكريهة الذي تسببها البكتيريا التي تعتاش على اللسان وتحطّم الخلايا والبروتين الموجودة في الفمّ، عندما تستعمر بكتيريا وتصيب اللوزتين، يسمى ذلك بالتهاب اللوزتين، وهو عدوى تتطلب رعاية طبية.
 
البكتيريا التي تسبّب التهاب اللوزتين بشكل دائم تقريبًا تعرف باسم بكتيريا Streptococcus pyogenesوأكثر الناس يعرفون الحالة على أنها التهاب في الحنجرة، مع جيوب قيح في أقبية اللوزتين، ويسبّب التهاب حاد للحنجرة، وفي أغلب الأحيان يكون مصحوبًا بالحمّى والقيء. 
 
وعندما تنتج اللوزتين القيح تظهر رائحة الفمّ الكريهة. وهي رائحة كريهة تشبه اللحم المتعفن، وهي مختلفة عن رائحة الكبريت أو البيض المتعفّن الذي تخرج من الفم. بالإضافة، فإن الشخص غالبا ما يعاني من المرض.
 
رائحة فمّ كريهة بسبب اللوزتين ليست أسوأ نتيجة للالتهاب الحنجرة. فالخطر الأعظم يكمن في أن تتبع العدوى حمّى قرمزية، أو حمّى روماتزمية، التي يمكن أن تتلف القلب. أكثر حالات التهاب الحنجرة ستتحسّن لوحدها، لكن المعالجة بالمضادات الحيوية تمنع الأمراض الأخرى من التطور لاحقا. عندما تنتج اللوزتين رائحة فمّ كريهة وحمّى وقيح، يجب زيارة الطبيب والحصول على تشخيص طبي. إذا كنت تعاني من إلتهاب الحلق قأنت بحاجة إلى مضاد حيوي.
 
على أية حال ليست كلّ التهابات الحنجرة سببها Streptococcus pyogenes، - فالعديد من التهابات الحنجرة سببها الفيروسات، أو بالبكتيريا التي ليس لها عواقب خطيرة. و غالبا مت تسبب الشعور بالتعب لبضعة أيام. يجب أن يكون نظام مناعة جسمك قادرا على الاعتناء بهذه الإصابات العابرة دون الحاجة لمعالجتها بالمضادات الحيوية.
 
إذا كنت تعتقد بأن رائحة الفمّ الكريهة سببها التهاب اللوزتين، لكنّك لا تشعر بالتهاب في الحنجرة، فيمكن أنّ تكون المشكلة في مكان ما في الحلق، أو اللسان أو في مناطق أخرى من الفمّ حيث تزدهر البكتيريا المنتجة لمركّبات الكبريت. ويفضل زيارة الطبيب عند شم أي رائحة كريهة للفم وعلاجها بسرعة قبل أن تتفاقم.
 
واللوزتان هما عبارة عن كتلتان تتكوّنان من الأنسجة الليمفاوية تتوزّعان على جانبي الحلق، وهما خط الدّفاع الأول ضد المرض وتنتج أيضاً خلايا الدم البيضاء( تحديداً الخلايا التائيّة) التي تساعد الجسم على مكافحة العدوى.
 
وتعتبر وظيفة اللوزتين وظيفة مناعيّة ووقائيّة بامتياز، حيث تعمل اللوزتان على وقاية جسم الإنسان من الميكروبات والجراثيم التي تصل إليه عبر الجهاز التنفسي، وتمنع دخول هذه الكائنات إلى جسم الإنسان، وكذلك تكون اللوزتان معرضتين للالتهاب بسبب هذه الميكروبات، ويكون حجم اللوزتين أكبر ما يمكن عند البلوغ وبعد ذلك يبدأ بالضّمور.
 
أنواع التهاب اللوزتين:
1- التهاب اللوزتين الحاد: حيث تستمر الأعراض فيه لمدّة تتراوح بين 3 و 4 أيام، ولا تبقى غالباً لأكثر من أسبوعين. 
 
2- التهاب اللوزتين المُتكرر: إذ يعاني المريض من عدّة نوباتٍ لالتهاب اللوزتين في سنة واحدة. 
 
3- التهاب اللوزتين المزمن: ويعاني المريض من أعراضٍ مُستمرّة كالتهاب الحلق أو رائحة نفس كريهة أو التهاب في اللوزتين، ولا يُعرف السبب الكامن وراء معاناة البعض من التهابات متكررة أو مزمنة في اللوزتين بينما البعض الآخر فلا.
 
أسباب التهاب اللوزتين:
- الفيروسات الأنفية: هي الفيروسات التي تسبّب نزلات البرد. 
- فيروس الإنفلونزا. 
- فيروس شبيه الإنفلونزا: المسبّب لالتهاب الحنجرة. 
- الفيروسات المعوية: المسبّبة لمرض (اليد والقدم والفم). 
- الفيروسات الغذائية: اللتي تعتبر سبباً شائعاً للإسهال. 
- فيروس الحصبة الألمانية: المسبّب للحصبة. 
- التهاب اللوزتين من فيروس إبشتاين بار: وهو أمر نادر الحدوث ويسبّب بدوره حمّى الغدد.
 
الحالات التي تستدعي مراجعة الطبيب:
- إذا عانى المريض من التهاب الحلق ولم يشفَ خلال 24 إلى 48 ساعةً. 
- إذا كان هناك ألم أو صعوبة في البلع، أو صعوبة في التّنفّس. 
- إذا عانى من التعب أو الإرهاق الشديد.