اللواء أحمد المسماري يؤكد أن المخابرات التركية جندت عناصر لداعش والقاعدة من أوروبا.
 
كشف المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري أن تركيا تدعم الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون في ليبيا، مشيرا إلى أن الجيش يملك أدلة دامغة عن تسليم أنقرة طائرة دون طيار مع طاقم تشغيل تركي إلى ميليشيات مصراته.
 
جاء ذلك ليكشف مدى تورط النظام التركي في دعم ميليشيات مسلحة تدين بالولاء إلى جماعة الإخوان وتلعب دورا كبيرا في ضرب استقرار البلاد.
 
وجدد اللواء أحمد المسماري، اتهام دولتي قطر وتركيا بدعم الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية في طرابلس .
 
وقال المسماري، بمؤتمر صحافي في بنغازي، إن "القوات المسلحة تحارب الإرهاب والجماعات المتطرفة وهناك دول انضمت علنًّا للمعركة ضدنا مثل قطر وتركيا".
 
وأكد أن تركيا تنقل "إرهابيين من سوريا عبر أراضيها إلى ليبيا"، مشيرًا إلى أن أنقرة تبنت الجناح الخاسر وهو جماعة "الإخوان المسلمين" بعد رفض انضمامها للاتحاد الأوروبي.
 
ويرى مراقبون أن استنجاد حكومة فائز السراج بالدعم التركي والقطري يعكس حجم الخسائر التي تكبدتها الميليشيات وعدم قدرتها مواجهة قوات الجيش الليبي في معركة تحرير طرابلس، حيث تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة بمجرد إعلان انطلاق المعركة ضد هذه الميليشيات التي تسيطر على العاصمة الليبية.  
 
وأعرب المتحدث باسم الجيش الليبي عن أسفه للدور الذي تلعبه تركيا على الساحة الليبية، وقال "كنّا نتمنى أن تكون تركيا دولة للجميع وأن يكون لها دور في عملية التنمية في ليبيا بدلًا من دعمها للإرهابيين".

وأشار المسماري إلى أن "تركيا سلمت المجموعات المسلحة بمصراته طائرة دون طيار ومعها طاقم تشغيل تركي"، مؤكدا أن الجيش الليبي لديه الأدلة التي تثبت تورط النظام التركي في دعم هذه الميليشيات الإرهابية.

ويذكر في السياق ذاته، أن المسماري سبق أن كشف تورط كل من قطر وتركيا في دعم الميليشيات الإرهابية بالمرتزقة الأجانب والسلاح، حيث تمكن الجيش من اعتقال عناصر تركية كانت تُقاتل إلى جانب الميليشيات، وذلك في تطور لافت يؤكد مدى تورط حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إطالة أمد الأزمة الليبية.

وقال مراقبون إن الضربات التي وجهها الجيش الليبي للميليشيات في طرابلس دفعت حكومة فائز السراج، رئيس المجلس الرئاسي، إلى الاستنجاد بمرتزقة أجانب لدعم صفوف الميليشيات التي تصدعت كثيرا.

وعملية اعتقال عناصر تركية كانت تُقاتل إلى جانب الميليشيات، يعكس مدى تورط رجب طيب أردوغان في إطالة أمد الأزمة الليبية.

كما يتم تزويد مقاتلي ميليشيات طرابلس بالسلاح وأجهزة اتصالات متطورة فضلا عن دعهم بطائرات من دون طيار، تقوم بتصوير مواقع الجيش، وتمد الإرهابيين بمعلومات عن قواته.

وأشار المسماري إلى تورط تركيا في إطلاق حملة تجنيد كبيرة في صفوف "داعش" و"القاعدة" عبر عملاء من المخابرات والإعلام التركيين تستهدف أوروبا، كما تم تجنيد أوروبيين كذلك لصالح التنظيمين في سوريا والعراق وتمت تصفيتهم هناك.

وعرض وثائق سرية نقلتها وسائل إعلام، تكشف نقل الاستخبارات التركية مسلحين إلى سوريا في 2014، مشيرا إلى أن بينهم إرهابيون من ليبيا تم نقلهم فيما بعد عبر حافلات من سوريا إلى تركيا ثم إلى ليبيا، حسب قوله.

وفيما يخص عملية تحرير طرابلس، شدد المسماري على أن قوات الجيش الليبي تستخدم سياسة النفس الطويل، وأن الجيش الوطني الليبي ملتزم بقواعد الاشتباك والحفاظ على أرواح المدنيين في عملية تحرير.

وأكد المسماري استهداف قوات الجيش الليبي لمخازن ذخيرة للمجموعات المسلحة شرقي العاصمة طرابلس، واستهداف غرفة عمليات لتنظيم القاعدة قرب طرابلس، لافتا إلى أن العمليات لا زالت مستمرة.

وفيما يضيق الخناق على الميليشيات الإسلامية في طرابلس، ويتراجع دعم حلفائها تحت ضغوط دولية شديدة، فإن الهجوم الذي يقوده المشير خليفة حفتر لاستعادة العاصمة طرابلس يتم النظر إليه إقليميا ودوليا كضرورة لا بد منها لتفكيك تلك الميليشيات التي تعمل ما في وسعها لإطالة الانقسام.

وأحكمت قوات الجيش الوطني قبضتها على أطراف العاصمة طرابلس وتسعى لتضييق الخناق على الميليشيات الإرهابية مع الأخذ بعين الاعتبار تجنيب المدنيين القتال ومحاولة تحييدهم عن معركتهم ضد الجماعات الإرهابية التي المتحصنة بطرابلس.

يذكر أن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أطلق في الرابع من الشهر الجاري "عملية لتطهير طرابلس من الجماعات الإرهابية".