خلافات حول التشكيلة الحكومية على خلفية موازنات الوزارات
 
طغت عملية تسليم الاسرى السوريين في سجون الاحتلال الى النظام السوري في اطار عملية تسلم رفات باومل على ما عداها من ملفات وتعرض نتنياهو لحملة انتقادات واسعة.
وفيما يلي اهم التقارير:
 
تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة: أحزاب الائتلاف تطالب بميزانيات طائلة
 
كشف مصدر رفيع في حزب الليكود الحاكم أن الأحزاب المرشحة للانضمام إلى ائتلاف حكومة بنيامين نتنياهو المقبلة تطالب بميزانيات طائلة وغير مسبوقة، إضافة إلى الحقائب الوزارية.
 
ونقل موقع "يديعوت أحرونوت" الإلكتروني اليوم، الإثنين، عن المصدر قوله إن "الشركاء في الائتلاف قدموا مطالب مالية بمليارات الشواقل، وبحجم غير مسبوق. وهذه مبالغ ومطالب لا يمكن قياسها أبدا. لكن الحديث يدور عن مبالغ طائلة لم نشهد مثيلا لها من قبل".  
 
ولفت التقرير إلى أن نتنياهو يواجه مأزقا الآن، بسبب عدم استطاعته تقدير حجم هذه المبالغ ومصادر تمويلها من دون معرفة هوية وزير المالية القادم. وقال المصدر إنه "ليس بالإمكان التقدم مع المطالب المالية طالما لا نعرف من هو وزير المالية، الذي ينبغي الاتفاق حولها من خلاله".
 
ورغم إعلان رئيس حزب "كولانو"، موشيه كاحلون، أنه يطالب بالاستمرار في منصبه كوزير للمالية، إلا أنه لم يطرح طلبه هذا رسميا أمام نتنياهو أو أمام طاقم المفاوضات الائتلافية عن حزب الليكود. وأضاف التقرير أن كاحلون يرفض تعيين طاقم مفاوضات ائتلافية عن حزبه ويطالب بالتحدث مع نتنياهو مباشرة، ولذلك فإن المحادثات لم تبدأ حتى الآن.
 
وطالب نتنياهو الأحزاب التي ستنضم إلى الحكومة بتأييد إقرار موازنة للعامين 2020 – 2021، بحيث يتم طرح موازنة كهذه على الكنيست حتى نهاية تموز/يوليو المقبل، والمصادقة عليها بالقراءة الأولى قبل خروج الكنيست إلى عطلة الصيف.
 
وأفادت صحيفة "كلكليست" الاقتصادية، بأن نتنياهو، الذي يتولى منصب وزير الأمن أيضا، أبلغ شركائه في الائتلاف بأن سيسعى إلى زيادة ميزانية الأمن.
 
وأضافت الصحيفة أن نتنياهو يسعى من وراء المصادقة بشكل سريع على الموازنة، التي يتوقع أن تشمل ضربات اقتصادية وتقليص عرضي عميق من أجل منع الأحزاب من ابتزاز الموازنة.
 
وقال رئيس طاقم المفاوضات عن الليكود، الوزير ياريف ليفينن إن "المفاوضات مع الأحزاب الشريكة الأخرى ستستغرق وقتا. وهذه ستكون محادثات مع عدة أطراف بشكل متواز. ويحتاج هذا الأمر إلى نفس طويل، ولن ينتهي بين ليلة وضحاها".
 
وأضاف ليفين أن "الهدف هو محاولة استيضاح الأمور مسبقا من أجل التوصل إلى نتائج تضمن تشكيل حكومة مستقرة. وقد التزمنا أمام الناخب بالقيام بكل ما بوسعنا من أجل تشكيل حكومة يمين تستند إلى الشركاء في الائتلاف الحالي".
الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تواجه أزمة شديدة منذ عملية خان يونس
 
 
 تواجه شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أزمة شديدة، منذ العملية العسكرية الفاشلة التي حاولت قوة تابعة لهذه الشعبة تنفيذها في خان يونس في قطاع غزة، في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث كشفتها قوة تابعة لحركة حماس، وقتلت قائدة القوة الإسرائيلية، قبل أن يتمكن باقي أفراد القوة من الفرار.
 
وتتمثل أزمة شعبة الاستخبارات باضطرار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، إلى التوجه إلى العميد (أ) (48 عاما)، ليعود إلى الخدمة الدائمة في الجيش، كي يتولى مجددا قيادة لواء العمليات الخاصة، وذلك من أجل إعادة بناء هذا اللواء "الذي تضرر جدا بعد فشل العملية الخاصة في غزة، في تشرين الثاني/نوفمبر الأخير"، حسبما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم، الأحد.
 
وقالت الصحيفة إنه في حال استجاب (أ) لطلب كوخافي، فإنه سيخلف العميد (ج)، الذي قاد في الماضي كوماندوز النخبة "سرية هيئة الأركان العامة". ولم تذكر الصحيفة سبب خروج (ج)، لكنها أشارت إلى أن الأزمة في لواء العمليات بدت شديدة في أعقاب تسريح قائد "سرية هيئة الأركان العامة"، العقيد (ح)، "غير المألوف"، من الخدمة العسكرية والخروج إلى التقاعد المبكر.  
 
وأضافت الصحيفة أن "التسريح المفاجئ" لـ(ح) جاء بعد توليه منصب واحد في هذه الرتبة العسكرية، وهو قائد "سرية هيئة الأركان العامة"، علما أن أنظمة الجيش الإسرائيلي تمنع قبول طلب تسريح كهذا بعد أول منصب في هذه الرتبة. لكن الجيش ادعى أن "الضابط اختار تحقيق طموحاته في المجال المدني". ولفتت الصحيفة إلى أن جميع قادة السرية، في الـ23 سنة الماضية، واصلوا خدمتهم العسكرية بعد انتهاء ولايتهم في قيادة السرية، وبينهم من تولى منصب آخر أو اثنين، وبعضهم استمر في الخدمة حتى حصولهم على رتبة لواء، مثل قائد الجبهة الجنوبية الحالي، هرتسي هليفي، وقائد شعبة العمليات السابق، نيتسان ألون.  
 
لكن تسريح (ح) وكذلك إبعاد (ج) عن قيادة تنظيم العمليات الخاصة، جاء في أعقاب العملية العسكرية الفاشلة في خان يونس، حسب الصحيفة.
 
وكانت حركة حماس أعلنت، في مؤتمر صحفي، أن أفراد القوة الإسرائيلية، التي حاولت تنفيذ عملية عسكرية في خان يونس، ينتمون إلى "سرية هيئة الأركان العامة"، وكان هدفها زرع جهاز تنصت على شبكة اتصالات حماس. ولم تشمل القوة متعاونين فلسطينيين. وأضافت حماس أنه في يوم العملية دخل أفراد القوة حاملين وثائق مزورة وكأنهم أعضاء في منظمة مساعدات إنسانية، وأنه جرى إدخال سيارات القوة الإسرائيلية إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم، وأنه عندما حاولت قوة من حماس إيقافهم، أطلق أفزاد القوة الإسرائيلية النار على مقاتلي حماس وانسحبوا من المكان.
 
وقالت "يديعوت" إنه "إذا كانت أقوال حماس صحيحة، فإن تسريح العقيد (ح) يأتي بعد بضعة أشهر من الواقعة التي تعتبر في الجيش الإسرائيلي أنها فشل ذريع".
 
وأضافت الصحيفة أنه في أعقاب "الأزمة الخطيرة" التي تواجه تنظيم الاستخبارات، ينتظر كوخافي موافقة (أ) على العودة إلى صفوف الجيش. ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله إن "سنوات من القدرات قد مُحيت"، ملخصا بذلك "المصاعب الكبيرة في إعادة بناء التنظيم، بما في ذلك تجنيد أشخاص جدد مناسبين لمنصب قائد لواء العمليات الخاصة". وامتنع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن التعقيب، باستثناء القول إنه "لا نتطرق إلى مداولات داخلية".
 
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء (أ) للعودة إلى الخدمة العسكرية، فقد تم استدعاؤه في الماضي، فيما كان ملحقا في سفارة إسرائيلية في خارج البلاد، واستدعاه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، غابي أشكنازي، ورئيس شعبة الاستخبارات الأسبق، عاموس يدلين، من أجل إعادة بناء الوحدة السرية 504، التي واجهت أزمة كبيرة وكان على وشك التفكك من الناحية المهنية.
 

إسرائيل تطلق سراح أسيرين لسورية بعد استعادة رفات باومل

 

أطلقت إسرائيل صباح اليوم الأحد، سراح أسيرين لسورية، وذلك بعد أن استعادت رفات الجندي الإسرائيلي زخريا باومل، حيث تم نقلهما إلى بعثة الصليب الأحمر عبر معبر القنيطرة في الجولان السوري المحتل.

وأكد جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيانه لوسائل الإعلام، أنه تم صباح اليوم، نقل الأسيرين  إلى الصليب الأحمر عبر معبر القنيطرة في هضبة الجولان.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الأسيرين المفرج عنهما، هما زيدان طويل وخميس أحمد، وأوضحت أن زيدان طويل من المواليد العام 1962، من سكان قرية خضر في الجزء المحرر من الجولان، واعتقل في تموز/ يوليو 2008 "بسبب تهريبه المخدرات"، وكان من المتوقع أن يُفرج عنه في تموز/ يوليو المقبل.

بينما خميس أحمد من مواليد العام 1984، من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق وناشط في صفوف حركة فتح، واعتقل أحمد في نيسان/ أبريل 2005، "لمحاولته التسلل إلى معسكر للجيش الإسرائيلي وتنفيذ عملية ضد الجنود"، وحوكم بالسجن حتى العام 2023.

وسلمت روسيا في مطلع نيسان/أبريل الجاري وعشية انتخابات الكنيست رفات الجندي الإسرائيلي زخاري باومل ومتعلقاته الشخصية إلى تل أبيب،  حيث كان باومل يبلغ من العمر 21 عاما عندما شارك في الغزو الإسرائيلي للبنان وأعلن فقده إلى جانب جنديين آخرين في معركة السلطان يعقوب.

وفي المقابل، قال المبعوث الروسي الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، إن استعادة إسرائيل لرفات باومل لم تكن عملية من جانب واحد، وإنما من المفترض أن تقوم إسرائيل بالمقابل بإطلاق سراح أسرى سوريين من سجونها.

وأثار قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، التستر على "الصفقة"، وقصر عمليّة اتخاذ القرار عليه وعلى المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، أفيحاي مندلبليت، وعلى وزيرة القضاء، آييلت شاكيد، والرئيس، رؤوفين ريفلين، الذي وقّع على قرار منح الأسيرين العفو للإفراج عنهما، جدلا في وسائل الإعلام الإسرائيلية.

 

انتقادات لنتنياهو: الإفراج عن أسيرين سوريين بقرار انفرادي

 

وجهت الصحف الإسرائيلية اليوم، الأحد، انتقادات شديدة لرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، على خلفية قراره الإفراج عن الأسيرين السوريين أحمد خميس وزيدان طويل، مقابل استعادة رفات الجندي زخاريا باومل، الذي قتل في معركة السلطان يعقوب في جنوب لبنان، قبل 37 عاما. واتهم محللون نتنياهو بإخفاء إبرام صفقة مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من أجل تحقيق مكاسب سياسية عشية انتخابات الكنيست، كما اتهموا المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، بالسماح بإتمام الصفقة بصورة غير قانونية، بسبب عدم إشراك الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن الأسيرين السوريين، اللذين جرى تسليمهما إلى الصليب الأحمر في القنيطرة، ظهر اليوم.

ووصف محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف"، يوسي ميلمان، الإفراج عن الأسيرين السوريين مقابل استعادة رفات باومل، بأنها "صفقة ثلاثية بين إسرائيل وبين سورية وروسيا. ونتنياهو والجيش الإسرائيلي حاولوا إخفائها". ورغم أنه عندما تم النشر عن العثور على رفات باومل وإحضارها للدفن في إسرائيل، أثناء لقاء بين نتنياهو وبوتين، قيل إنه لا توجد لدى بوتين "وجبات مجانية"، إلا أنه "في إسرائيل، ويشمل ذلك الجيش الإسرائيلي أيضا، نفوا وجود صفقة وأشاروا إلى الحديث يدور عن لفتة إنسانية من جانب بوتين".

وأضاف ميلمان أن "المشكلة" في هذه الصفقة هي أنه "على غرار قرارات سابقة في المجال الأمني، فإن نتنياهو ينفرد باتخاذها. فهو لم يطرح الموضوع في الحكومة أو الكابينيت (المجلس الوزاري السياسي – الأمني المصغر). واكتفى نتنياهو بمصادقة مندلبليت".

واعتبر ميلمان أن "ما حدث هذه المرة هو مؤشر لما هو قادم، وهو أن القرارات الهامة والمصيرية للغاية لإسرائيل، يتوقع أن يتخذها نتنياهو، الذي يحصن حكمه الانفرادي. والحكومة والكابينيت والائتلاف سيشكلون ختما مطاطيا فقط لقراراته".

وتابع أن الإفراج عن الأسيرين السوريين، وبينهما الأسير الفلسطيني خميس أحمد، "يمكن أن يشجع إسرائيل وحماس، الذين يواجهون صعوبة بالتوصل إلى صفقة تبادل. وبإمكان إسرائيل القول إنها دفعت ثمنا رخيصا وحافظت على مبادئها، لكن حماس أيضا بإمكانها الاستنتاج أن إسرائيل تنازلت عن مبدأ هام ومقابل جثث جنود هي مستعدة أن تدفع الثمن بالإفراج عن أسرى أحياء وليس بجثث فقط".

من جانبه، اتهم المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، نتنياهو والجيش بأنهم خدعوا الجمهور الإسرائيلي، وأنه "لا توجد في هذه القصة أي رأفة وأي خطوة إنسانية وأي مُثل سامية. واسم اللعبة هو القوة والتضليل".

وبحسب فيشمان، فإن إسرائيل طلبت من روسيا مساعدتها في البحث عن جنودها الثلاثة الذين قتلوا في معركة السلطان يعقوب، منذ سنوات طويلة، لكن روسيا وجدت الآن أنه يوجد "مكسب سياسي" للتقدم في هذه القضية، "بهدف الحصول على موافقة إسرائيل لتسوية في هضبة الجولان. فقد قضت الخطة الروسية بالتوصل، بواسطة حوار، إلى تسوية تمكن نظام الأسد من السيطرة على الجولان السوري (أي القسم غير المحتل من الجولان) من دون سفك دماء. ومن أجل ذلك، زار وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، إسرائيل للمرة الأولى والأخيرة، في تشرين الأول/أكتوبر 2017. ونتنياهو لم يضع عراقيل أمام الخطة الروسية. لكن وزير الأمن حينها، أفيغدور ليبرمان، طالب بتعهد روسي حقيقي بإبعاد إيران عشرات الكيلومترات عن الحدود في هضبة الجولان" السورية المحتلة.  

وتابع فيشمان أن ليبرمان طلب من شويغو العمل من أجل العثور على جثث الجنود القتلى الثلاثة، إثر تراكم معلومات لدى إسرائيل حول مكان دفنهم، "وكانت هذه لفتة روسية على خلفية الليونة الإسرائيلية في قضية الجولان. والروس لم يطرحوا حينها أي مطلب للإفراج في المقابل عن أسرى سوريين محتجزين في إسرائيل".

ووصف فيشمان اللقاء بين نتنياهو وبوتين، في الرابع من نيسان/أبريل الحالي، أي قبل خمسة أيام من انتخابات الكنيست، بـ"المسرحية". وكانت هناك تعليمات لقيادة الجيش الإسرائيلي بعدم ذكر أية تفاصيل حول استعادة رفات باومل "كي لا يفسد المفعول الدرامي لمراسم رسمية يتسلم فيها نتنياهو رفات باومل، بعد 37 عاما".

وبحسب فيشمان، فإن الإفراج عن الأسيرين السوريين هو "حاجة وُلدت مؤخرا، وعلى ما يبدو على خلفية الانتقادات الشديدة للروس من جانب حلفائهم في دمشق... ومن أجل ترميم الثقة بين موسكو ودمشق وصيانة الثقة بين موسكو وإسرائيل تدفع إسرائيل الثمن بتحرير سريع لأسيرين سوريين. ويفعلون ذلك بعد الانتخابات، من دون نقاش في الكابينيت، وفيما الجمهور خارج البلاد أو في أحضان الطبيعة" خلال عطلة الفصح اليهودي.

 

مكانة روسيا الإقليمية

 

وفقا للمحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، فإن "جهاز الأمن علم في مرحلة متأخرة نسبيا فقط باللفتة الإسرائيلية لسورية، والتي في إطارها سيفرج عن أسيرين. وثمة تفسيران لذلك: إما أنه تم الاتفاق حول ذلك بين نتنياهو وبوتين، أثناء لقائهما في موسكو في بداية الشهر الحالي، أو أن اللفتة وُلدت متأخرة، بناء على طلب الروس، بعد أن غضبت سورية جراء إخراج رفات باومل من أراضيها ومن دون موافقتها". لكن التفسير الثاني ليس منطقيا، لأن روسيا هي صاحبة السيطرة في سورية، وليس واقعيا أن يغضب النظام على الروس بسبب نقل رفات باومل، بعد كل ما فعله الروس من أجل إنقاذ النظام في الحرب، منذ العام 2015.

وأضاف هرئيل أن جهاز الأمن الإسرائيلي سمع لأول مرة حول إمكانية "إفراج رمزي عن أسرى" قبل أسبوعين. واتخذ القرار في بداية الأسبوع الماضي، وكان مقررا الإعلان عنه أمس (السبت)، لكن الروس فضلوا فرض أنفسهم على الأجندة ونُشر الموضوع صباح السبت من جانب مبعوث بوتين إلى سورية".

وتابع أن "الأسيرين هما سمكتان صغيرتان. الأول جنائي وسُجن بسبب صفقة مخدرات وكان سيطلق سراحه خلال العام الحالي، والثاني هو فلسطيني، اعتقل بعد تسلله إلى إسرائيل وفشل في محاولة تنفيذ عملية في موقع عسكري إسرائيلي في هضبة الجولان".

ورأى هرئيل بدوره، أن "المشكلة هنا تتعلق بالإجراء الذي اختاره رئيس الحكومة لتنفيذ اللفتة. في البداية أعلن، قبل أقل من أسبوع من الانتخابات، أنه جرى العثور على جثة باومل ونفي وجود أي صفقة. وبعد الفوز في الانتخابات، يتفقون سرا مع بوتين على لفتة مضادة للسوريين. وهذه المعلومات لا تخرج من مكتب نتنياهو ببيان رسمي، وإنما بالنشر في روسيا".

وأضاف هرئيل أن "السبب الأساسي لموافقة إسرائيل على طلب بوتين بتحرير الأسيرين، عدا الحفاظ على العلاقات مع روسيا، يتعلق باستمرار الجهود من أجل العثور على الجنديين الآخرين من معركة السلطان يعقوب، تسفي فيلدمان ويهودا كاتس".

وخلص هرئيل إلى أن "إعادة الأسيرين مطلوبة ليس فقط من أجل تهدئة الأسد. إذ أن موسكو تؤكد بذلك أنها العنوان لإبرام صفقات أخرى من أجل العثور على مفقودين. والسياق الواسع ليس أقل أهمية، وهو أن روسيا تبعث إشارات بذلك إلى إسرائيل وسورية حول قوة مكانتها الإقليمية. وروسيا وليس الولايات المتحدة، التي أعلنت عن نيتها سحب قواتها من سورية، القادرة على وضع حل متفق لمشاكل تقلق الجانبين".