بالله عليكم نبؤنا عن إسلام محمد (ص)، في أين معبد ديني، في أي شارع من شوارعنا العربية والإسلامية، في أي مجلس، في أي إفتاء ديني، في أي محكمة دينية،في أي مؤسسة دينية وفي أي معهد ومعبد نزل دين محمد.؟
 

الجاهلية هي مصطلح إسلامي ورد في القرآن الكريم وخصوصاً في السور المدنية التي تتحدث عن حياة الأمم قبل الإسلام التي ترتبط بجهلها من الناحية الدينية،من هنا إنطلاقاً من التجارب التاريخية والتي تزيد في وعي الإنسان، لأنها زيادة في العقل، لنرى من يحتاج إلى إصلاح ديني، الجاهلية الأولى، أم الجاهلية الثانية..؟ 

اقرا ايضا : اللعبة مستمرة!

 

الجاهلية الأولى كانت تعبدُ أصناماً من أحجار لتقربهم إلى الله زلفى، وهذا ما أشار إليه القرآن الكريم، والجاهلية الثانية تعبد أصناماً من لحمٍ ودمٍ، وترتقي بعبادتها إلى أشجار وقبور وأحجار، وأموات وأحياء، وتزيد في عبادة الأموال والنساء، فالرجل في الجاهلية الثانية عندما يشتم رائحة المال والنساء ينسى ربه المعبود وأمه التي أنجبته، ويشعر عندما يرتدي عمة الدين ويتبوأ مقام الفتوى والإفتاء والعباءة التي يغطي بها قذارة الشيطان من أجل دكانه المفتوح ليلاً ونهاراً لكل الزبائن، تشعر أنه أقرب الأقرباء إلى صنمٍ من أصنام مكة، رغم الفارق بين صنمٍ يأكله صاحبه عند الجوع، وبين صنمٍ يأكلك وهم متخمٌ وأنت تؤدي له عبادة الصباح والمساء، فالصنم في الجاهلية الأولى كان من صنع التمر، فعند الجوع كانت تأكله، أما الصنم في الجاهلية الثانية يأكلك وهو متخمٌ،وأنت تطأطئ له الرأس خشيةً وخيفةً،وإلاَّ قطعه سيف الصنم الأكبر وتصبح فزَّاعة لعصافير الشوك... كانت جاهليتهم تغزو وتقتل من أجل العيش،ولم تستعمل يوماً صنمها أو ربها، وأما جاهليتنا تسفك الدماء من أجل السرقة والشهوة، تعتلي مناصب الدين تحت ألف ألف ذريعة، تأكل أموال الله باسم الله، تفقر شعوبها باسم بالله، والشعب المسروق والمذلول يهلل ويسبح باسمهم وباسم الله، إنها جاهليةٌ فظيعة أفظع من الجاهلية الأولى التي كانت جريمتها وأد البنات، أما فظاعة جاهليتنا أنها وأدت مجتمعاً بأكمله، سرقته وقتلته وصلبته وهجرته وداست عليه وفعلت أكثر ما فعلت الأولى، ثم تفوقنا عليهم بصكوك الغفران وتزوير الإنسان وتقليد الأختام، وخصوصاً أختام الله، وكلها فاقت في النصب والسرقة والدجل والإحتيال،بالله عليكم نبؤنا عن إسلام محمد (ص)، في أين معبد ديني، في أي شارع من شوارعنا العربية والإسلامية، في أي مجلس، في أي إفتاء ديني، في أي محكمة دينية،في أي مؤسسة دينية وفي أي معهد ومعبد نزل دين محمد.؟؟؟؟ دلونا عليه:في أي محل من حوانيتنا ومواخيرنا الدينية والسياسية والإقتصادية والتعبدية حيث لا رادع ولا محاسب ولا مراقب، حتى تملكنا الغش والغبن المزخرفين بالأقوال الكاذبة والأيمان الباطلة.... أشهد وأنا أكتب عن الجاهليتين، أنه في الجاهلية الثانية ما يدور من أمامنا ومن حولنا أنَّ كل الجهات والفئات بائعو جمرٍ وخمرٍ وسلاحٍ للصيد الداخلي وللأصنام الداخلية والخارجية، وأكثرها لأصحاب الأصنام الكبيرة التي ترتدي مسوح الدين بصورٍ ملوَّنةٍ لمفتين وشيوخ وسياسيين يتقنون فن الألوان،ويعرفون جيداً كيف يتنقلون ما بين الألوان الصنمية وصباغٍ من ألوانٍ أخُر لا يراها إلا من كان بصره من حديد.