مي شدياق لـِ لبنان الجديد: قافلات الجيش السوري إنسحبت مذلولة،
 
قبل 14 عامًا، أُقفلت بوابة الحدود اللّبنانيّة ـ السوريّة، وراء آخر ملالة عسكريّة تابعة للجيش السوري، أخليت الثكنات وفُكِّكت الحواجز وانسحبت القوّات السوريّة من الأراضي اللّبنانيّة. رغم ذلك الإنسحاب، إلّا أنّ سوريا بقيت مُتمسّكة بلبنان، إلى أنّ أتت الثورة السوريّة، فهزّت النظام وبدّلت أولويّاته لاسيّما مع توالي الضغوطات الدوليّة والعسكريّة والإقتصاديّة.
 
وشهد لبنان  قمعاً للحريّات وإعتقالات واسعة طوال فترة التواجد السوري على الأراضي اللّبنانيّة، إضافة إلى توجيه تُهم مُتعدّدة وإعتقالات للشباب اللّبناني المُعارض للسياسة السوريّة، وبعد إغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري في 14 شباط 2005، توّحدت أغلبيّة الاحزاب اللّبنانيّة تحت غطاء قوى 14 آذار، التي أنتجت ثورة الأرز وإنتفاضة الاستقلال في 14 آذار من العام نفسه.
 
ولهذه المُناسبة، أجرى موقع "لبنان الجديد"، مُقابلة خاصّة مع وزيرة الدولة لِشؤون التنمية الإداريّة، الدكتورة مي شدياق، التي رأت أنّ" بعد 14 عامًا على إنسحاب الجيش السوري من لبنان، قافلات الجيش قد إنسحبت من لبنان مذلولة، لأنّهم لم يتوقعوا أنّنا سنستطيع أن نُخرِج جيش نظام الأسد من الأراضي اللّبنانيّة خصوصًا وأنّ تحرّكنا كان سلميًّا بعد أن دخل جيش الاحتلال السوري إلى الأراضي اللّبنانيّة في بداية الحرب وتموضع خلال عام 1990 ". 
 
وتابعت:" بدأنا بحركة سلميّة في 14 آذار حيث إستطعنا ارغام الجيش السوري على الانسحاب من الأراضي اللّبنانيّة بعد عدم تطبيق إتفاق الطائف والذي ينصّ على أنّ بعد عامين من إنتهاء الحرب الداخليّة تتفق الحكومة اللّبنانيّة والحكومة السوريّة على إنسحاب الجيش السوري النهائي من الأراضي اللّبنانيّة، إلّا أنّ الجيش السوري دخل ولم يخرج بعد فرض سيطرته على لبنان. وأضافت: لقد أوصلت دماء الشهداء وتضحيات المعتقلين السياسيين من المعارضين السياسيين في لبنان لتحرير وطننا من نير الاحتلال، وما حققّناه خلال هذه الحقبة خطوة رائعة ولذا يُعتبرُ إنسحاب الجيش السوري من الأراضي اللّبنانيّة هو الإستقلال الثاني لـِلبنان".
 
وأضافت شدياق:" استطاعت ١٤ آذار فرض على المجتمع الدولي تطبيق قرار مجلس الأمن ١٥٥٩ القاضي بانسحاب الجيش السوري من لبنان. 
 
واعتبرت شدياق:"لا شك أنّ النظام يُحاول فرض نفسه مجدداً على لبنان، من خلال إستغلالهم لقانون الإنتخابات بالإضافة لحلفائهم ونفوذهم داخل الأراضي اللّبنانيّة، ومن خلال تعطيل الحياة السياسيّة في لبنان، والتسلّل داخل المؤسّسات اللّبنانيّة مُعتبرين أنّ بهكذا خطوات مُمكن أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، غير أنّ الأمور ليست أبدًا بهذه السهولة والذي ذهب لن يعود، ومحاولاتهم ستفشل".
 
وشدّدت شدياق خلال المُقابلة، على "أنّ النظام السوري يعتبر بأنّ الحرب في سوريا قد إنتهت نوعًا ما، وهو على إعتقاد بأنّ السفارات ستُفتتح من جديد والسفارات لم تفتح حتى الآن، فـَسوريا لا تزال تحت الحصار حيث هنالك أيضًا عقوبات دوليّة على النظام السوري. والأهمّ أنّ النظام السوري لم يصل بعد إلى حلّ سياسي في الداخل لكنّه هو يعتقد أنّ باستطاعته أن يمدّ أخطبوطه إلى لبنان قبل أنّ يحلّ أوضاعه الداخلية. أمّا نحن فناضلنا وسنبقى نُناضل ولو سلميًّا كي لا يعود هذا النفوذ وكي لا نرجع للحظة إلى الوراء".
 
أمّا عن مصير الرئيس السوري بشار الأسد، أجابت:" رغم تلقّي الأسد الدعم من ايران وأدواتها في سوريا بالإضافة إلى الدعم الروسي الذي إستخدم كافّة أنواع سلاحه الجوّي والبرّي،  إلّا أنّ النظام السوري لا يزال في غرفة العناية الفائقة، فلولا الدعم له، كان إختفى مثله مثل أنظمة طاغية أخرى. واضافت:" حتى الآن الصورة ليست واضحة تمامًا في سوريا، إنّما الأكيد أن الأسد ليس بوضع إنتصار نهائيًّا".
 
وقالت:" الشعب السوري تعذّب وصمد خصوصًا مع مرور الوقت وعدم حصوله على الدعم الذي كان يتأمّل به وربّما لم يحصلوا أيضاً على قادة يُمثّلونهم، قد استغلّت كل هذه الأمور من جانب نظام الأسد وولدت تنظيمات إرهابيّة مُتطرفّة، فسُرِقَت الثورة التي بدأها الشعب السوري السلمي والمُجتمع المدني في سوريا من جانب "داعش" أمّا جبهة النصرة التي صوّرت إلى المجتمع صورة مُتطرّفة.
 
وتوجّهت إلى الشعب السوري بالقول:" لقد ظُلمتم كثيرًا وفي الوقت نفسه لا يجب أن تستسلموا. صحيح أنّ الأسد يرفض المفاوضات والجلوس على الطاولة لانهاء حالة الحرب، إلّا أنّه لم ينتصر أبداً".