سبق وأن عُرِضَ على شعبنا الفلسطيني التوطين ما بين عام 1950 و1960 إلّا أنّ شعبنا الفلسطيني رفض التوطين
 
تتجه الأنظار دائماً إلى المخيّمات الفلسطينيّة، حيثُ تعتبرُ الدولة اللّبنانيّة بأنّ إعطاء الفلسطينيّين حقوقهم في لبنان ما هو إلّا بداية للتوطين، ما ترفضه شريحة واسعة من اللّبنانيّين لأسباب ديمغرافيّة، تؤدّي إلى خلل في بنية البيئة اللّبنانيّة. 
 
أمّا وجهة نظر الفلسطينيّين في لبنان على إختلاف توجّهاتهم السياسيّة، يرفضون التوطين رفضًا قاطعًا، ولا يقبلون بوطنٍ بديلٍ عن فلسطين، غير أنّهم في الوقت عينه يحرصون إلى الحصول على حقوقهم في لبنان وذلك لن يتعارض مع مفهوم السيادة ودولة القانون، على حدّ تعبيرهم.
 
ولِـ متابعة الوضع في المُخيّمات الفلسطينيّة في لبنان، على الصعيد الأمني ودور القوّة الأمنيّة المُشتركة في ذلك وتقيّم المرحلة، كان لـِ موقع "لبنان الجديد"، مُقابلة خاصّة مع نائب قائد قوّات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللّواء منير المقدح، حيثُ قال:"نحنُ في المُخيّمات كـَ قوى فلسطينيّة كافّة على مدار الأيّام الصعبة والحرجة التي مرّ بها لبنان والتي مرّت بها أيضًا الدول المُجاورة كان الشعب الفلسطيني صمام الأمان للمُخيّمات وأيضًا لِلبنان وهناك تنسيق دائم مع الدولة اللّبنانيّة على الصعيد الأمني والسياسي للحفاظ على أمن واستقرار المُخيّمات والجوار في آنٍ واحد".
 
 
وتابع:"صحيح أنّ هناك أحداث تجري في المُخيّم إلّا أنّه يتمّ علاجها فورًا وخلال عمليّة العلاج يكون الأمر بالتنسيق مع الجيش اللّبناني والقيادات اللّبنانيّة السياسيّة وأكبر دليل على ذلك ما حصل في الميّة وميّة وتمّ مُعالجة الموضوع وانتهى، واتُخذت إجراءات لضبط هذا الواقع، أمّا اليوم المُخيّمات تعيشُ بهدوء مُطلق".
 
أمّا بالنسبة لملف التوطين، أكّد المقدح:" سبق وأن عُرِضَ على شعبنا الفلسطيني التوطين ما بين عام 1950 و1960 إلّا أنّ شعبنا الفلسطيني رفض التوطين وأصرّ على حقّه بالعودة إلى أرضه ودياره فلسطين".
وأضاف:"اليوم هناك لجنة حوار مُشكّلة فلسطينيّة – لبنانيّة نحن قدمنا كلّ ما أجمع عليه الشعب اللّبناني والقوى السياسيّة، فنحنُ علينا حقوق كما علينا واجبات، ونحنُ جميعنا تحت القانون، واليوم تمرُّ العلاقة الفلسطينيّة – اللّبنانيّة بأفضل حالاتها خاصّة مع مؤسّسة الجيش اللّبنانيّ".
 
وعن الوضع الأمني في مُخيّم الميّة وميّة، أجاب:" هو هادئ جدًّا ونحنُ على تواصل دائم مع الجيش اللّبنانيّ من أجل المزيد من الترتيبات في المُخيّم رغم أنّ البعض يُريدُ الهروب باتجاه المُخيّمات لكنّ المُخيّمات تقوم بواجبها بشكلٍ دائمٍ أمّا نحنُ في كلّ المُناسبات، كافّة القوى اللّبنانيّة تُقدّمُ شكرها للقوى الفلسطينيّة ولجهدها الكبير الذي تقومُ به ونُشدّدُ على أنّ الشعب الفلسطيني لن يدخل في أي فتنة داخليّة أو مع أي طرف لتقويته على طرفٍ آخر في لبنان فالواقع الفلسطيني لدى كافّة القوى اللّبنانيّة ومؤسّستها هو إيجابي".