يبدو أن إيران تنازلت فعلا عن موقفها الرافض وقبلت بفكرة التفاوض وربما تقديم تنازلات للطرف الآخر
 

يقول وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الضغوط على إيران ستستمر لحين تراجع إيران عن مشاريعها الإرهابية في المنطقة وتقديم الضمانات اللازمة لعدم توجهها نحو إنتاج السلاح النووي وتنازلها عن تطوير برنامجها الصاروخي وإنهائها لاعتقال المواطنين الأميركيين. 

تلك شروط مسبقة أعلنتها الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها بالرغم من أن الرئيس ترامب قد سبقه في الإعلان عن استعداده لزيارة نظيره الإيراني روحاني أو المرشد الأعلى علي خامنئي من دون وضع شروط مسبقة مما يعني أن هناك اختلاف بين رؤية كل منهما للموضوع، ولكن إيران اكتفت برفض شروط بومبيو المسبقة مؤكدة على أنها لن تقبل تجديد التفاوض على الإتفاق النووي وإدخال أي تعديل فيه. 

إقرأ ايضًا: ماذا بعد الاستقرار إلا الاستثمار؟

ولكن التأكيد الإيراني على رفض أي تفاوض حول الإتفاق النووي لم يصمد أمام ضغوط العقوبات الأميركية القاسية جدًا خلال عام. 

والدليل على ذلك هو ان الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد اليوم على استعداد بلاده للتفاوض مع الولايات المتحدة شرط رفع الضغوط واحترام السيادة الإيرانية مضيفًا أن إيران لن تتفاوض وهي تحت الضغوط.

هذا الإشتراط يدل على أن إيران لم تعد ترفض فكرة التفاوض مبدئيًا وأنها تستعد للتفاوض مع ترامب بشأن الإتفاق النووي، بعد تحقيق هذين الشرطين. 

ذلك لأن موضوع التفاوض المطروح من قبل الولايات المتحدة هو التفاوض من أجل إدخال تعديلات في نص الاتفاق النووي وليس تفاوضًا مفتوحًا على جميع المواضيع. 

إقرأ أيضًا: سلامي لا يؤمن بالسلام

وهكذا يبدو أن إيران تنازلت فعلًا عن موقفها الرافض وقبلت بفكرة التفاوض وربما تقديم تنازلات للطرف الآخر مع الاحتفاظ بحقها في تخصيب اليورانيوم.

أما الأمريكيون ربما لا يعتبرون هذا التنازل كافيًا، أن ترامب يريد بناء العلاقات الأميركية الإيرانية من الصفر ومن أجل هذا لا يعول على تركة سلفه أوباما في هذا المجال وربما في اي مجال آخر، أنه لم يكن يريد استمرار المفاوضات التي بدأها فريق أوباما مع إيران، لأن الفضل يعود للمتقدم.