جاء كلام السيد ووقوفه إلى جانب الطبقة السياسية وإجراءاتها خلافًا لما كان يتوقع مريدوه ليشكل صدمة جديدة تشبه إلى حد بعيد وقوف الحزب إلى جانب نظام بشار الأسد
 

قال لي يومًا المحقق الإسرائيلي وهو يستجوبني في المعتقل، وأمام إصراري على عدم معرفتي بكيفية إستعمال السلاح وبلكنته العربية المكسرة: "ليك وليه عماد، بلبنان جيب حجر، زتو فوق،، روح لعندو،، إسأل ولد زغير عن السلاح.. بكون بيعرف.. ما تقول ما بعرف". 

وعلى نفس هذا المنوال نقول: "بلبنان،، جيب حجر، زتو لبعيد ومحل ما بيوصل روح لعندو وإسأل أي ولد زغير عن ما يسمى بالاصلاحات! وعن الموازنة التقشفية المرتقبة وبأنها لن تطال من جيوب الفقراء وأصحاب الدخل المحدود سيقول لك وبدون تردد أن كل ما قيل ويقال ما هو لا أكاذيب وتضليل.. وأن الحسم من الرواتب وزيادة سعر الضريبة على البنزين وارتفاع الـ TVA .. هو أقصى ما يفكر به هؤلاء". 

إقرأ أيضًا: قيادة جديدة للحرس الثوري ... أيها اللبنانيون تجهزوا للحرب

وعليه، فإن ما جاء من كلام أمين عام حزب الله في حديثه الأخير بيوم كشاف المهدي، قد وقع على رؤوس مناصري الحزب وأتباعه كالصاعقة حين قال وبالحرف: "نحن سوف نتحمل الى جانب القوى السياسية المختلفة جانبا من المسؤولية.. وسوف نكون شركاء في المسؤولية ولن نتهرب...". 

إن هذه القوى السياسية التي أوصلت البلاد إلى هذا الدرك وإلى هذه الأوضاع الإقتصادية هي حتمًا لن تكون خشبة الخلاص،، وما التسريبات التي نسمعها ويسمعها اللبنانيون من هنا وهناك،، وإستمرار العقلية اللصوصية وتبذير المال العام إلّا خير دليل على ما نقول. 

إن تدهور الأوضاع الإقتصادية، ووصول معظم الشعب اللبناني إلى ما تحت خط الفقر، كان ليشكل الحافز الأكبر لتحريك الجماهير والنزول الى الشارع من أجل اقتلاع هذه الشجرة الملعونة، وهذا ما كان يترقبه الناس ويستعدون له ولو بالهمس وداخل الغرف المغلقة بإنتظار اللحظة الحاسمة.. وكان من المتوقع أن يشكل حزب الله رافعة أساسية إلى جانب مطالب الناس ونهضتها والإنقلاب على واقعهم المزري ومن أوصلهم اليه. 

إقرأ أيضًا: هذا ما لم يقله علي حسن خليل

فجاء كلام السيد ووقوفه إلى جانب الطبقة السياسية وإجراءاتها خلافًا لما كان يتوقع مريدوه ليشكل صدمة جديدة تشبه الى حد بعيد وقوف الحزب إلى جانب نظام بشار الأسد.. فإذا كان الدخول إلى سوريا قد استغرق وقتًا طويلًا والكثير من الجهد لتبريره تحت حجة الدفاع عن المقاومة والمقامات وفتح جبهة الجولان. 

فانا أعتقد أن الوقوف في هذه اللحظة إلى جانب الطبقة السياسية الفاسدة ومد طوق النجاة لها.. لن يكون مفهومًا عند القواعد مهما حاول السيد في القادم من الأيام تبريره.. لأن جيوب المستضعفين هي المستهدفة رغم خوائها.. والسيف الذي سوف يشهره من لا يجد قوت يومه سوف ينال من كل من يقف في طريقه حتى لو أختار الحزب أن يكون واحدًا منهم.