لا تزال قضية اختطاف المصور اللبناني سمير كساب في ريف حلب في عام 2013 مع اثنين من زملائه، كما كثير من قضايا الاختطاف الأخرى التي تمت في تلك الفترة في سوريا، يلفها الغموض المطلق رغم إعلان واشنطن و«قوات سوريا الديمقراطية» عن دحر تنظيم داعش بشكل كامل من سوريا قبل نحو شهر تقريباً.

وتعوّل عائلة كساب، على غرار عائلات مخطوفين آخرين، على التحقيقات التي يجريها التحالف و«قسد» مع عناصر وقادة «داعش» الذين تم إلقاء القبض عليهم في الفترة الماضية لكشف مصير آلاف المختطفين، وما إذا كان بعضهم لا يزال محتجزاً في منطقة ما سواء في سوريا أو العراق.

وعادت قضية المصور كساب إلى الواجهة من جديد بعدما قالت عائلته إن وزير الخارجية جبران باسيل أبلغها قبل نحو شهرين تقريباً بأن احتمال بقائه حياً يعادل احتمال مقتله، وهو ما أشارت إليه مصادر رسمية لبنانية قالت لـ«الشرق الأوسط» إنه «حتى الساعة لا جهة محددة يتم الحديث أو التفاوض معها بشأنه لأننا لم نحدد بعد الجهة التي اختطفت الطاقم الصحافي في حلب في تلك الفترة». واعتبرت أن «ذلك يؤدي إلى نتيجة واحدة مفادها تعادل احتمال وجوده حياً في مكان ما مع احتمال أن يكون قد قُتل».

ويعتبر أحد أفراد عائلة كساب، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، أن «من المعيب بعد كل هذه الفترة ألا تكون الدولة اللبنانية قادرة على أن تحسم ما إذا كان (داعش) من اختطف سمير أو أي جهة أخرى». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك تقصيراً فاضحاً وتلكؤاً واضحاً من قبل السلطات المعنية في متابعة هذه القضية خصوصا أن لدينا في السجون هنا عناصر من التنظيم المتطرف يمكن سؤالهم عما إذا كانوا يعرفون مصير سمير، لكن للأسف هذا الملف ليس أولوية لدى المسؤولين في لبنان الذين لم يترددوا بإرسال عناصر (داعش) إلى سوريا في باصات مكيفة، وها هم اليوم يفاوضون لإعادة بعض عائلات عناصر التنظيم إلى لبنان».

وفي وقت يتحدث مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» عن غياب تام للمعلومات بشأن مصير كساب، يشدد الخبير في الجماعات المتطرفة عبد الرحمن الحاج كما الناشط في حملة «الرقة تذبح بصمت» أبو محمد الرقاوي على وجوب أن تلاحق الدولة اللبنانية هذه القضية عبر التواصل مع التحالف الدولي و«قسد»، علما بأنهما لم يقدما حتى الساعة أي معلومات بشأن المختطفين لدى «داعش».

وقال الحاج لـ«الشرق الأوسط» إن «الجهة الرئيسية المسؤولة عن إجراء التحقيقات والحصول على معلومات هي قوات التحالف وقسد التي سيطرت على مناطق التنظيم الرئيسية واعتقلت الآلاف من عناصره والقيادات من مختلف المستويات»، مشدداً على وجوب أن يُتاح لأهالي جميع المفقودين التقدم بطلب لإجراء تحقيقات بخصوص ذويهم كي يتم تحديد مصيرهم.

وكانت أول معلومة تمكنت عائلة كساب من الحصول عليها بعد اختطافه من أحد الصحافيين الفرنسيين الذين تم تحريرهم في عام 2014، إذ كشف أن سمير كان جاره في الزنزانة في منطقة حلب، وأن «داعش» من قام باختطافه. وعاد وتحرك الملف بعيد أحداث عرسال واختطاف العسكريين اللبنانيين من قبل «داعش» و«النصرة» على الحدود اللبنانية مع سوريا، لكن بعد تحرير العسكريين وانتهاء المفاوضات بتأكيد مسؤولي «داعش» في المنطقة أن لا مزيد من المختطفين لديهم، عادت الأمور إلى نقطة الصفر.