يبدو أن مواقف القائد الجديد للحرس الثوري هي أكثر انسجامًا وتلاؤمًا مع مواقف القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية آية الله علي خامنئي خاصة مع موقفه الأخير الذي يستشم منه رائحة الإشتباك أو الحرب مع الولايات المتحدة.
 

عين آية الله خامنئي المرشد الأعلى الإيراني، اللواء حسين سلامي خلفًا لللواء محمد علي جعفري قائدًا للحرس الثوري بعد ما أبدى الأخير رغبته في التنحي عن منصبه بعد 12 عامًا من توليه هذا المنصب قبل انتهاء ولايته بعام والنصف. 

تنحي اللواء جعفري أو إقالته قبل انتهاء الولاية يطرح التساؤل فيما اذا كان هذا التعيين تم في أجواء طبيعية. 

ويقول بعض الخبراء إن استقالة اللواء جعفري لها صلة بمنح خامنئي وسام ذوالفقار وهو أرفع وسام عسكري في إيران للواء قاسم سليماني مما يعني بأن الأخير يملك أرفع رتبة عسكرية في إيران تفوق رتبة قائد الحرس الثوري الذي يشكل لواء القدس أحد الويته. 

إقرأ أيضًا: ماذا بعد الاستقرار إلا الاستثمار؟

ان اللواء سلامي كما أسلافه (رضائي وصفوي وجعفري) يأتي من سلاح البر التابع للحرس الثوري وليس من سلاح الجو أو البحر أو الجو الفضاء، هذا يعني أن الأولوية لا تزال تتجه إلى سلاح البر. 

ثم ان اللواء سلامي خلافا لاسمه العائلي بعيد جدا عن أجواء السلام ومنذ سنوات وخاصة بعد توليه منصب نائب قائد الحرس الثوري، ينفخ دومًا في طبول الحرب والمواجهة ومواقفه كانت متشددة تجاه الولايات المتحدة وإسرائيل.

ويمكن عنونة تلك المواقف كالتالي: الترحيب بالحرب ضد الولايات المتحدة، الاستعداد للحروب الكبيرة والواسعة والمستدامة مع الولايات المتحدة والاستعداد لقصف السفن الحربية الناقلة للطائرات الأميركية المتواجدة في مياه الخليج، تهديد الدول الأوربية برفع مدى الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى ابعد من 2000 كم. 

هذا غيض من فيض المواقف المتشددة لللواء سلامي كان خلفه اللواء جعفري يتجنب عادة اتخاذها. 

إقرأ أيضًا: انستغرام أغلق حساب المرشد الأعلى

وعلى سبيل المقارنة حذر جعفري الولايات المتحدة من إدراج اسم الحرس الثوري على لائحة المنظمات الإرهابية متوعدا إياها بأن قواتها في غرب آسيا لن تنعم بالهدوء بحال اتخاذ هذا القرار، ولكن لغة اللواء سلامي فإنها مختلفة تمامًا، أنه يتوعد بإزالة الكيان الصهيوني ويطالب رئيس وزرائها بتعلم السباحة في مياه البحر الأبيض المتوسط حيث أنه لن يجد مهربا في المستقبل الا اللجوء إلى البحر. 

يبدو أن مواقف القائد الجديد للحرس الثوري هي أكثر انسجامًا وتلاؤما مع مواقف القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية آية الله علي خامنئي خاصة مع موقفه الأخير الذي يستشم منه رائحة الاشتباك أو الحرب مع الولايات المتحدة أو رضيعتها اسرائيل وهو كالتالي: أننا نشجع اتخاذ اي موقف يغضب العدو.

واذا كان الأمر كذلك فإن مواقف اللواء سلامي هي التي تعجب المرشد الأعلى وليس المواقف التي تتسم بالدبلوماسية وتلتزم بالبروتوكولات. 

أن القائد الجديد للحرس الثوري هو قائد للمرحلة الجديدة التي تستعد فيها إيران لاسوء الاحتمالات وهو الحرب مع الولايات المتحدة وحلفائها.