خطوة تبديل جعفري بسلامي تكشف ان للمرشد رأي مختلف، وأن إشعال بعض الحرائق في المنطقة وتحريك الاذرع على إمتداد انتشار الجغرافيا العسكرية للحرس قد يشكل خط دفاع اول
 

بعد حوالي أسبوعين من وضع الإدارة الأميركية الحرس الثوري الإيراني على لوائح الارهاب، وعلى أعتاب انتهاء فترة السماح لبعض الدول من الاستمرار بإستراد النفط الايراني مما يعني أن اختناق الإقتصاد الايراني المعتمد بشكل كبير على النفط هو ادنى من قاب قوسين.

تأتي في هذه اللحظة الحرجة جدا خطوة المرشد الاعلى بتبديل قائد الحرس محمد على جعفري الذي استمر بموقعه لأكثر من 11 عام، وتعيين مكانه نائبه اللواء حسين سلامي.

لا شك أن هذه الخطوة ما هي مقدمة ومؤشر للمرحلة القادمة، ويمكن ان تتضمن جواب كبير عن التساؤل المطروح بقوى عن كيف سيواجه النظام الايراني أزمته الاقتصادية وحربه المعلنة مع الولايات المتحدة، فبعد أن كان مرجحا أن ايران تميل اكثر الى تمرير عاصفة ولاية ترامب بالقليل من الانحناء والابتعاد قدر الامكان عن أي تصادم.

إقرأ أيضاً: هذا ما لم يقله علي حسن خليل

ويقول عارفون بخبايا مطبخ القرار الايراني أن هذا توجه القائد السابق للحرس محمد علي جعفري والداعم والمروج الأساسي له، مع إحتضان هذه الرؤية من أركان النظام الرسمي وعلى رأسه الشيخ روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف. 
الا أن خطوة تبديل جعفري بسلامي تكشف أن للمرشد رأي مختلف، وأن إشعال بعض الحرائق في المنطقة وتحريك الأذرع على إمتداد انتشار الجغرافيا العسكرية للحرس قد يشكل خط دفاع أول لا بد من الاستعانة به على الأقل لضمان توقف المؤشر التصاعدي لادارة ترامب بوجه النظام الايراني وعدم الاكتفاء بالانتظار مكتوفي الأيدي فيما الضائقة المالية تشتد الى حد لم يعد يطاق وينذر بالانهيار.

إقرأ أيضاً: لهذا أنا مع خفض الرواتب

بنظرة سريعة على توجهات القائد الجديد للحرس حسين سلامي، وبالعودة الى خطاباته السابقة ندرك سريعا بأنه يعتمد بشكل كبير على قوة حزب الله في لبنان، فهو لا يشك بأن مقاتلي الحزب "وحدهم" كفيلين بتدمير إسرائيل .. وهو من كان وجه نصيحة لرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بضرورة أن يتعلم السباحة لان المخرج الوحيد له بعد إنقضاض الحزب على الكيان الصهيوني لن يكون له من طريق للفرار الا عبر السباحة... 

هذه التصريحات ومثيلاتها الكثير لا تنبىء الا عن عقلية هذا القائد الجديد، وتكشف بصراحة عن أن حزب الله والساحة اللبنانية هي خط الدفاع المتقدم الذي قد يتكفل برفع الضيم والحرج عن ايران وقد آن الاوان لتشغيلها والاستفادة منها وما تسريبات الرأي الكويتية الا أول الغيث، ولا يسعنا في هذا المجال الا التبريك للجنرال حسين سلامي بموقعه الجديد والطلب من اللبنانيين بأن يتجهزوا للحرب .......