أقامت منسقية جبل لبنان الجنوبي في "تيار المستقبل" "المنبر الشهري"، حاضر فيه النائب محمد الحجار، وحضره المنسق العام وليد سرحال وأعضاء مكتب ومجلس المنسقية وعدد من الكوادر.

بعد كلمة ترحيبية لسرحال، نوه الحجار "بوجود بعض المنتظمين الجدد في التيار من صفوف الشباب، القلب النابض لأي حزب او تيار لأن أي مجموعة سياسية لا يضخ في شرايينها دم شبابي هي مجموعة آيلة الي الاندثار"، مشددا على أن "ما يميز "تيار المستقبل" هو هذا التجدد في جماهيره مع حفاظه واعتزازه بكباره"، موجها "التحية الى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري الجامعة لكل الناس وللرئيس سعد الحريري حامل الراية بكل أمانة". وقال: "قيادة "تيار المستقبل" في إقليم الخروب وعلى رأسها المنسق العام الأستاذ وليد سرحال أثبتت حسن القيادة والإصرار على العمل والعطاء في ظرف اقتصادي واجتماعي صعب جدا، نعيشه يوميا في منازلنا وأماكن عملنا ومناطقنا ونشعر بخطورته إذا ما تفاقمت الأمور أكثر".

ورأى أن "الكلام السياسي في الوقت الحالي قليل جدا، لأن الأنظار متجهة نحو الاقتصاد والوضع الاجتماعي الضاغط على البلد كله والقطاعات الاقتصادية والدولة والقطاعين الخاص والعام، فالجميع يتأثر بما نمر به اليوم وتسببت به التراكمات التي نحصد آثارها، فالبطالة كبيرة جدا ولم نصل اليها في تاريخ لبنان حتى أيام الحرب الأهلية".

وتطرق الى "باريس 1و 2 في شباط 2001 وتشرين الثاني 2002 أيام الرئيس الشهيد رفيق الحريري"، وقال: "طرح الرئيس الشهيد وقتها رؤية حكومته الاقتصادية أمام المجتمع الدولي الذي كان يحترمه ويعطيه ثقته، وطالب هذا المجتمع بمساعدة لبنان بأموال تضخ في الاقتصاد، وكان رد هذا المجتمع "نحن جاهزون لكن مطلوب منكم مجموعة إصلاحات والتزامات وإجراءات على مستوى الإدارة وتحديث الاقتصاد والدولة لكي تكملوا الطريق وتخرجوا بلدكم من مشاكله الاقتصادية". حاول الرئيس الشهيد آنذاك ان يفي بالالتزامات التي أعطاها لهذا المجتمع الدولي، ولكن الجميع يعرف جيدا حجم العراقيل التي وضعت امامه وكلها لأسباب سياسية من الأطراف الذين كانوا ممسكين بزمام البلد آنذاك واولهم النظام السوري. في وقتنا الحالي نجد الرئيس سعد الحريري يعمل بذات الروحية التي عمل بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، فهو طرق باب هذا المجتمع الدولي ووظف كل إمكاناته وعلاقاته وطلب منهم المساعدة، فكان مؤتمر "سيدر" في نيسان 2018، لكن هذا المجتمع قال له بكل صراحة "لدينا ثقة بك، وسنعطيك ما تريد، ولكننا لن نكرر ما حصل سابقا، نحن جاهزون لمساعدتك ولكن لن تضخ الأموال في أي مشاريع استثمارية في البلد إذا لم يصار الى إصلاح الإدارة في اعتماد مجموعة من الإصلاحات الهيكلية ومكافحة الفساد ومعالجة عجز الموازنة العامة للدولة وترشيد النفقات وحسن إدارة الدين العام".

أضاف: "هناك مشكلتان كبيرتان في لبنان هما الكهرباء وعجز الموازنة. في الكهرباء أقر المجلس النيابي البارحة قانونا إذا ما طبق بالشكل المطلوب والسليم سينقل البلد من مرحلة الى أخرى أفضل بكثير وسيلغي تدريجا العجز الكبير في الكهرباء، بشكل يعيدنا إلى أيام الرئيس الشهيد في العام 1997 عندما كانت الكهرباء 24/24 وكانت ستتطور إيجابا على مستوى الوضع المالي العام لو نظم قطاع الكهرباء عملا بالقانون 462/2002 الذي أفسح في المجال امام القطاع الخاص ليستثمر في قطاع الكهرباء على مستوى الإنتاج والتوزيع".

وأعاد التذكير بأن "الخطة التي أقرت البارحة قال بكثير من مضمونها الرئيس رفيق الحريري وترجمت إلى حد كبير بالقانون 462 الذي سبق ذكره لكنه للأسف لم يطبق، فلو نفذنا ما قاله الرئيس الشهيد رفيق الحريري آنذاك، كم كنا وفرنا على البلد والخزينة العامة اليوم؟"

وتابع: "أنا متفائل إذ هناك مؤشرات تدل إلى أن معظم الافرقاء السياسيين مصرين على الوصول الى حل في هذا الإطار لأن البلد لم يعد قادرا على تحمل هذا النزف، من هنا جاء شبه الاجماع الذي حصل البارحة في الموافقة على هذا القانون".

وفي موضوع الموازنة، شدد على أن "الحل ليس صعبا إذا ما توفرت الإرادة بالتوصل الى حل في مشكلة الدين وخدمته أي في قيمة الفائدة على الدين، كما في تخفيض كلفة الدولة أي في النفقات بكل أشكالها وأنواعها"، وسأل: "ماذا علينا ان نفعل لكي نخفض هذا العجز في الموازنة؟ هناك أفكار تطرح بين الرئيس سعد الحريري ووزير المال والافرقاء السياسيين، والهدف منها الوصول الى موازنة تقشفية، وحتى اللحظة لا يوجد قرار بإجراء محدد، لكن يجب ان يصار الى اتخاذ قرارات تحقق هذا الهدف".

وفي موضوع تخفيض الدين العام والفائدة عليه، قال: "معلوماتي تفيد بأن القطاع المصرفي جاهز للمساهمة بذلك شرط إجراء إصلاحات أساسية يعمل على تحضيرها للوصول الى هذا الهدف".

وختم الحجار: "الإرادة موجودة عند الكثير من الافرقاء السياسيين لحل هذه المعضلة التي نعيشها وتلبية مستلزمات تنفيذ مؤتمر "سيدر"، والرئيس الحريري مصر على انه لن يقدم على أي خطوة إذا لم يوجد اجماع عليها، بعيدا من المزايدات والشعبوية التي أوصلت البلد الى الحال التي نعيشها اليوم، فالمسؤولية يتحملها الجميع، إما ان ننهض جميعنا بالبلد ونذهب الى بر الأمان، وإما ان يتحمل كل مسؤولياته إذا، لا سمح الله، لم نصل الى حلول".