تحتفلُ الطائفة المسيحيّة، في هذه الأيّام بـِ عيد الفصح المجيد، ممّا تُتيحُ لنا الفرصة،  في تسليط الضوء على أوضاع المسيحيّين في الشرق الأوسط، خصوصًا وأنّ هذه المنطقة شهدت في الآونة الأخيرة لصراعاتٍ إستُهدِفَت فيها الأقلّيات بشكلٍ غير مسبوق ولافت، حيثُ هُدِّد بقائهم في المنطقة.
 
إزدادت النزاعات في المنطقة، وارتفعت نسبة الإضطهاد والعنف باسم الدين، وأُجبِرَ المسيحيّون إلى مُغادرة أوطانهم التي عاشوا فيها لسنوات، لاسيّما في بلاد الشام.
 
وكشفت آخر الدراسات، أنّ المسيحيّين كانوا يُشكّلون 20 في المئة من الشرق الأوسط، أمّا اليوم فهم باتوا يُشكّلون أقلّ من 5 في المئة من السكان، جرّاء الحروب والنزاعات التي طالت المنطقة، خصوصًا وأنّ أشكل العنف تعدّدت ضدّ المسيحيّين في سوريا والعراق على يدّ التنظيمات الإرهابيّة المُتطرِّفة.
 
ويأتي الإحتفال بقيامة الربّ من الموت، بعد عبور الصحراء خلال الصّوم المقدّس، والسّير وراء يسوع في أحد الشعانين، ومرافقته في درب آلامه وموته.
 
 طُرِحَت أسئلة عديدة، في هذا السياق:"هل قام المسيح فعلاً من الموت؟"
 
 
وتحدّثت نظريّات مُضلّلة، أنّ المسيح لم يمت، مُقدّمين نظريّة الإغماء أو الغيبوب، فاليوم الثالث نسف نظريّة الإغماء بوجود يسوع في قبر مغلق بحجر لمدّة زمنيّة، وأيضًا الجلد والصلب وصدمة حجم نقص الدم والطعن بالحربة بعدما أسلم الروح ووجود دم مُتجلّط.
 
 تتمحور بعض المقاطع في الكتاب المُقدّس حول القيامة، مكتوب في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس 15: 13 "فإن لم تكن قيامة أموات فلا يكون المسيح قد قام، وإن لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل أيضاً إيمانكم، ونوجد نحن أيضاً شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه إن كان الموتى لا يقومون، لأنه إن كان الموتى لا يقومون فلا يكون المسيح قد قام وإن لم يكن المسيح قد قام فباطل إيمانكم أنتم بعد في خطاياكم، إذاً الذين رقدوا في المسيح أيضاً هلكوا، إن كان لنا في هذه الحياة فقط رجاء في المسيح فإننا أشقى جميع الناس ولكن الآن قد قام المسيح... لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع".
 
وتحتفل الكنيسة بـِ عيد الفصح، لأنّ الربّ صنع لمؤمنيه عيدًا، يُسمّى كبيرًا لأنّ جميع الأعياد الأخرى، ترتكز عليه ومنه تستمدّ معناها.
 
يُعدُّ عيد الفصح، عيد الفرح والنّصر والخلاص، لاسيّما وأنّ القيامة هي ثمرة حبّ الله لـِ جميع أبناء البشريّة جمعاء، "هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ، تعالوا نُسَرُّ ونفرح فيه"، صنع الله للإنسان خلاصًا في هذا اليوم المشهود، ليُدخله جنّته.