تحت عنوان وهم خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، نشر موقع بروسبيكت مقالا للكاتب دانيال كرتيزر.
 

ويقول كرتيزر: "ركز كل من مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر ومبعوث الولايات المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط جيسون غرينبلات على خطة لا حظ لها من الظهور، وتجعل من حل الدولتين أمرا مستحيلا".

ويشير الكاتب في مقاله، إلى أن "السحرة" يتبعون الصيغة ذاتها: إظهار الهدف العادي (التعهد) ثم جعله يختفي (التحول)، وبعد ذلك بسحر ساحر جعله يعود من جديد (الحصول على المكانة والشكر)". 
 
ويعلق كرتيزر قائلا إنه "غالبا فإن السحرة كلهم عملوا هذا من أجل حرف نظر الجمهور عن الفعل الحقيقي الذي يؤدي إلى العمل السحري، ويؤدي للمقارنة مع العملية السلمية الإسرائيلية الفلسطينية الساكنة". 
 
ويقول الكاتب إن "الولايات المتحدة والسحرة الإسرائيليين جعلونا نركز على الخطة، التي لن تظهر للعلن أبدا، وبذلوا قصارى جهدهم لقتل فكرة الدولتين".
 
ويبين كرتيزر أن "التعهد في صيغة السحرة هو أن المسؤولين الأميركيين المسؤولين عن خطة ترامب، وهم جارد كوشنر، زوج ابنته، والمبعوث الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، والسفير الأميركي في إسرائيل محامي الإفلاسات ديفيد فريدمان، جعلونا نركز على "صفقة القرن"، التي تباهى بها ترامب في حملته الانتخابية عام 2016.
 
وقال كوشنر وغرينبلات إنهما يعملان على الخطة، وتحدثا عن وجودها، لكنهما أخفيا تفاصيلها، ولمحا إلى أن الخطة تقع في 40 صفحة، وستحتوي على موضوعات اقتصادية، ومن المحتمل ان تحتوي على أمور ستفرح أو تحزن الطرفين، وقيل لنا إن الخطة قريبة ويجب ترقبها، وظل يتم تأجيل ظهورها من أجل لفت نظرنا".
 
ويقول الكاتب: "التحول: في الوقت ذاته شغل السحرة الهواة أنفسهم في صناعة المشكلات، وخرقوا أولا القانون الدولي، بما فيه قرار مجلس الأمن 242، الذي ظل أساس السلام منذ عام 1967، وقالوا إن الولايات المتحدة لن تشير إلى المناطق المحتلة بالمحتلة، وثانيا بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، والاعتراف بها عاصمة لليهود.
 
وقال ترامب إنه يقوم برفع ملف القدس عن الطاولة، وثالثا، قاموا بحذف نصف العملية السلمية، من خلال إغلاق وسائل التواصل مع الفلسطينيين كلها، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن والقنصلية الأمريكية في القدس.
 
رابعا، قطعوا الدعم عن المنظمات التي تدعم اللاجئين الفلسطينيين، بشكل عاقبوا فيه الناس الذين قالوا لنا إن الخطة ستفيدهم، وأخيرا أعلنوا عن سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة، في خرق واضح للقانون الدولي، وأرسلوا رسالة واضحة بأن ضم إسرائيل للضفة الغربية لا غبار عليه، والمناطق التي سيطرت عليها في حرب دفاعية كلها، ومع حرف أنظارنا قام السحرة الهواة بوضع طعم لنا، وحولوا الوقائع على الأرض، ولم ينتهوا بعد".
 
ويضيف كرتيزر: فعمل السحرة هو مقدمة للعرض النهائي، ولم ينتهوا بعد، وسيتحدد شكله بالانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، وهناك مساران لنهاية العرض؛ الأول من خلال الاستمرار بالحديث عن الخطة القادمة، في الوقت الذي يواصل فيه نتنياهو تشكيل ائتلافه، ومن أجل تحلية عروض نتنياهو لليمين المتطرف فإن السحرة سيبقون صامتين وهو يتحدث عن خطة الضم، وفي هذا السياق فلن تبقى الخطة مخفية، بل ربما لن تظهر، وستواصل إسرائيل الضم بدعم تكتيكي من أميركا". 
 
ويلفت الكاتب إلى أن "المسار الثاني هو كشف السحرة عن خطتهم في أثناء تشكيل نتنياهو خطته، في الوقت الذي سنحاول فهم جرأتها -لا دولة فلسطينية، ولا عاصمة فلسطينية في القدس، وسيطرة أمنية دائمة لإسرائيل على الضفة، ومنافع اقتصادية لاسترضاء الفلسطينيين، ونتنياهو الذي سيشكو من التنازلات التي طلبت منه أميركا تقديمها، ويرد مترددا بنعم- لكن الموافقة تأتي بتحفظات". 
 
ويقول كرتيزر: "أما الفلسطينيون الذين سيرون الخطة أول مرة فإنهم سيقولون لا، وعندها سيقول السحرة وإسرائيل إن الفلسطينيين رفضوا ولم يكونوا راغبين بالسلام، وهم ليسوا شركاء في العملية السلمية، ومن هنا فالمكانة التي سيحصل عليها السحرة ستقود إلى طريق مفتو ح خال من العقبات، التي تستطيع من خلالها إسرائيل، وبدعم من الولايات المتحدة، خلق واقع في المناطق المحتلة، وهو السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، وسيطرة أمنية على السكان الفلسطينيين المحرومين من الحقوق السياسية".  
 
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "عندها ينتهي العرض، ويعبر السحرة عن شكرهم لنا، وينحني المؤيدون لهم لما قاموا به من عمل سحري متقن، ونعلم مع ذلك أنهم خدعونا، وسنطلب تعويضا ماليا عن هذا العرض السحري البائس".