أين اصبح شعار زوال اسرائيل من الوجود ؟
 

نشبت الثورة في ايران سنة ١٩٧٩ بمشاركة مختلف فئات الشعب الايراني وكان على رأس هذه الحركات التحررية منظمات يسارية وقومية وليبرالية واشتراكية، واسقطت هذه الثورة حكماً ملكياً بقيادة الشاه محمد رضا بهلوي، ولكن المفارقة كانت بانقضاض الاسلاميين على الثورة فتحول الحكم الى جمهورية اسلامية بقيادة آية الله الخميني وكان للشخصيات ذات التوجه الإسلامي دور بارز ووجود كبير في هذه الثورة المضادة للحكم الملكي والتي سمّاها الخميني ب"الثورة الإسلامية"فكانت أول ثورة أدّت الاسلام السياسي والأصولية إلي الانتصار في المنطقة. 

 

اضفت الثورة واقعاً جديداً على الحياة والمكون الاجتماعي الايراني فكرست الدين الاسلامي والمذهب الجعفري دستوراً يُتداول به ورسخت جميع المفاهيم الاسلامية في الواقع السياسي للجمهورية الايرانية وثبتت فكرة الولاء المطلق للحاكم الشرعي ، فنسفت بهذه الاحكام كل افكار الثورة التقليدية ،كما اطاحت بكل المفاهيم التي ناضل من اجلها معظم المفكرين القوميين واليساريين والتي على اساسها نشأت ثورتهم فاستبدل نظام ملكي مستبد بنظام ديني معقد لا يمثل سوى طموحات  قلة قليلة من الشعب الايراني.

 

استطاع آيه الله الخميني باظهار نفسه امام الحركات التحررية العربية بانه المخلص فقدم الدعم المعنوي والفكري لمعظم تلك الحركات ناهيك عن الدعم المادي الغير موصوف ، اضافة الى انشائه مجموعات مسلحة خارج الاراضي الايرانية ترتبط فكرياً وعقائدياً بالثورة الاسلامية في ايران وكان له اليد الطولى في تطوير تلك الجماعات والمجموعات ليشكل من خلالها قوى رديفة للجيوش في بعض البلدان العربية وكانت الذريعة دائماً  محاربة العدو الاسرائيلي ، كما اثبت النظام الايراني ان مبدأ تصدير الثورة الذي تغنى به  ليس سوى انقضاض على جميع مفاصل الدول العربية من خلال القوى التي غرستها في تلك الدول و ثبتت وجودها داخلها .

 

يقف المواطن العربي حائراً امام التدخلات الايرانية في شؤون الاوطان ، ويطرح على نفسه اسئلةً عديدة اهمها : اين اصبح شعار زوال اسرائيل من الوجود الذي اعتمدته ايران في تصدير ثروتها؟