فرنسا: تبرعات ترميم كاتدرائية نوتردام وصلت مليار دولار أميركي..
 

ما إن تعرضت "كاتدرائية نوتردام" الفرنسية لحريق هائل دمر أجزاء كبيرة منها، الإثنين الماضي، حتى توالت ردود الفعل الدولية، والعربية، للتعبير عن التضامن والحزن بإعتبارها "رمز فرنسا".

وعلى صعيد العالم العربي، فقد أعرب مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، عن تضامن المملكة مع فرنسا والشعب الفرنسي.

كما أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، عن بالغ حزنه عند تلقيه نبأ حريق البرج التاريخي بكنيسة نوتردام بفرنسا، وفقدان الأثر الإنساني العظيم بخسارة فادحة لكل البشرية.

وفي سياق متصل، عبر العراق الذي تعرض جزء كبير من تراثه للدمار بسبب هجمات الإرهابيين التي حولت جزءًا كبيرًا من مواقعه الأثرية إلى ركام، عن تضامنه مع فرنسا غداة الحريق الذي اندلع في كاتدرائية نوتردام.

وقال ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن الحادثة: "ليلة حزينة.. شهدها العالم باحتراق كاتدرائية نوتردام التاريخية في باريس.. نقف متضامنين ومتعاطفين مع فرنسا قيادة وشعباً لخسارة أحد أعرق وأشهر معالم التراث الإنساني العالمي هذه المنارات كانت وستظل توحد الشعوب وتجمعهم على الخير".

ومن جهته، ثعبر العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني عن تضمانه مع الشعب الفرنسي والرئيس إيمانويل ماكرون جراء الحريق المأساوي، وعن أسفه لوقوع خسائر في الكاتدرائية التي وصفها بالرمز الديني والتاريخي والإرث الكبير للإنسانية.

فيما أرسل رئيس الوزراء البحريني برقية للرئيس الفرنسي عبر فيها عن تضامنه معه ومع رئيس وزرائه جراء الحادثة.

إقرأ أيضًا: الجوع ينهش جسد 113 مليون شخص حول العالم

في المقابل، تهافتت التبرعات فيما يشبه المنافسة للحصول على شرف المساهمة في ترميم المبنى التاريخي العظيم، وقد بلغت قيمتها نحو 790 مليون دولار.

ولأن المعالم التاريخية مثل نوتردام هي رموز مهمة للثقافة، فمن الطبيعي أن تشهد كل هذا التعاطف، ولكن دعونا نواجه الأمر، الكاتدرائية هي مجرد مبنى، وأجزاء منه احترقت دون أن يصاب أي شخص، فلماذا كل هذا الحزن؟!

مع العلم أنه يوميًا يتم تدمير معالم تاريخية في جميع أنحاء العالم، لكن للأسف يتم تجاهلها في كثير من الأحيان.

أما في حالة نوتردام، تدفقت التبرعات من جميع أنحاء العالم للمساعدة في ترميم المبنى، وفي الوقت نفسه، لا تزال دول تكافح لجمع الأموال في أعقاب الكوارث التي حدثت فيها، ولا يزال الكثير من الناس بدون مياه نظيفة، ويكافحون من أجل توفير الضروريات الأساسية مثل الغذاء والمأوى.

وهذه المساعدات من المؤسسات الخيرية أظهرت أن البشرية قادرة على التعاطف، ويمكن جمع الأموال على الأقل للبدء في حل المشكلات في العالم بسهولة إلى حد ما كإطعام الفقراء وإيواء الأسر المنكوبة.

إذًا، تبرعات قاربت المليار بينما يعاني 113 مليون شخص في 53 دولة حول العالم من الجوع الحادّ جراء الحروب والكوارث المناخية.. فهل هناك من يتضامن معهم؟!