بعد قرار ترامب حول الحرس خاتمي يدعو للتضامن الداخلي ولم الشمل
 

ندد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي بقرار تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية مؤكدًا على ان هذا القرار خطير جدًا وأن الحرس الثوري مؤسسة عسكرية رسمية وفق الدستور الإيراني.

وتطرق الرئيس خاتمي إلى دور الحرس المصيري في مكافحة الإرهابيين قائلًَا: حتى السيد ترامب خلال حملته الانتخابية الرئاسية أكد على دور الحرس الثوري في مكافحة داعش واتهم منافسته بخلق داعش ودعمها. 

وأعرب خاتمي عن امله بان يؤدي هذا القرار المرير إلى المزيد من التعاطف والتقارب في الداخل ويكون مقدمة للخروج من الأجواء الأمنية التي عشناها في السنوات الأخيرة. 

وهكذا يجد الرئيس خاتمي في قرار تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية فرصة للم الشمل في الداخل وتجاوز العقبات السياسية والأمنية التي لم يعاف منها البلد رغم مرور عشر سنوات على بدايتها.

إقرأ أيضًا: الصمت الأوروبي تجاه تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية

ويقصد الرئيس خاتمي أن تنتهي تلك الخلافات التي جرت منذ الانتخابات الرئاسية في العام 2009 احتج ملايين من المواطنين على نتائجها. 

وفي حين أن الاحتجاجات التي شهدتها إيران عقيب الانتخابات الرئاسية تلك لم تكن تستهدف النظام وإنما كانت ردود طبيعية على ما اعتبره المتظاهرون تزويرًا في نتائج الانتخابات من قبل الرئيس احمدي نجاد الا أن أطرافًا أو مؤسسات اعتبرت أنها تهدد كيان الجمهورية الإسلامية وواجهتها عبر أساليب قمعية وتم اعتقال عدد كبير من الوجوه والناشطين السياسيين.  

ولكن مرور الزمن اثبت أن الرئيس احمدي نجاد وفريقه كانوا يمثلون خط الانحراف او الانحراف عن خط الثورة الإسلامية ويعبر الإعلام الرسمي عنهم حاليًا بالفئة المنحرفة. وبغض النظر عن قضية الاحتجاجات على نتائج الانتخابات الرئاسية عام 2009 هناك ملفات عدة من الخلافات بين الإصلاحيين والحرس الثوري منها تدخل الحرس الثوري في قطاعات اقتصادية يفترض أن تكون ساحة للتنافس بين الشركات الخاصة ويجب تخلي الحرس الثوري من تلك الأنشطة حيث أنها تعيق حراك القطاع الخاص الإقتصادي وتحيل دون تنافسهم وتبعدهم عن المشاركة الإقتصادية. 

إقرأ أيضًا: ماذا يجمع بين قاسم سليماني وابوبكر البغدادي؟

كما أن الاصلاحيين يرفضون تدخل الحرس الثوري في المسارات السياسية ومنها المسارات الإنتخابية ووقوفه بجانب مرشحين محافظين. 

حاولت حكومة الرئيس روحاني الحد من الأنشطة الإقتصادية للحرس الثوري ونجح في حل المصارف التي اسسها الحرس الثوري والجيش والشرطة خلال الشهر الجاري ولكن هناك حصة كبيرة له في مختلف القطاعات الاقتصادية تنافي مهاماته العسكرية. 

وبالرغم من أن الإصلاحيين ينتقدون الحرس الثوري على تلك التدخلات إلا أنهم يعتبرون ان الحرس الثوري يمثل عمودا للاستقرار والأمن ومكافحة الإرهاب واذا كان دونالد ترامب معجبا بدور الحرس الثوري في مكافحة داعش فكيف لا يحق للاصلاحيين الإيرانيين وزعيمهم الرئيس الأسبق محمد خاتمي أن يدافعوا عن تلك المؤسسة التي لا يمكن تجاهل أدوارها الإيجابية ويكفينا أن نتأمل للبحث عن جواب للسؤال التالي: هل كان ترامب يجرؤ على تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية لو لم يكن يتم القضاء على داعش في العراق وسوريا بفضل جهود قوات قاسم سليماني؟