بداية التحركات الشعبية في لبنان، بداية لإعلان حالة طوارىء ميتة أم فعالة؟
 

ما ان بدأت الحكومة بسلسلة من الإجراءات الإقتصادية القاسية لإنقاذ لبنان من الوضع الإقتصادي، والحديث حول إقرار تخفيض رواتب موظفي القطاع العام، من مدنيين أو عسكريين، حتى بدأت التحركات الشعبية تجتاح الطرقات والشوارع اللبنانية منذ صباح اليوم الثلاثاء، وأولها تحركات العسكريين المتقاعدين الذين نفذوا وقفات احتجاجية في عدة مناطق في لبنان، رفضاً المساس برواتبهم وحقوقهم المعيشية، وذلك بعد تداول المعلومات حول اجراءات بشأن الانفاق الذي سيطال رواتب العسكريين.


وشملت التحركات قطع الطرقات في مختلف المناطق اللبنانية من صور إلى الزهراني وصيدا، طرابلس، شتورا، ضهر البيدر، شكا، وصولاً إلى العاصمة بيروت، بحيث أفادت "غرفة التحكّم المروري"، عبر "تويتر" عن "قطع الطريق بالإطارات المشتعلة عند مفرق شويت بعد مستديرة عاليه باتجاه بيروت من قبل بعض المعتصمين"، عدا عن قطع أوتوستراد الناعمة بالاتجاهين بالإطارات المشتعلة، الأمر الذي أدى إلى حركة سير كثيفة، وتمّت إعادة فتح الطرقات، علماً ان المعتصمين هددوا بتحركات مُقبلة ستكون بمثابة المفاجآت الكبيرة...


وفي هذا السياق، حذر المتحدث بإسم العسكريين المتقاعدين المعتصمين من أن "التحرك المقبل سيكون رهيباً وسنتركه مفاجأة، وهذه المرة جدية" على حد قوله.


وكذلك اشار المحتجون الى ان "تحركهم اليوم هو تحذيري بعد ما تردد اخيراً عن التقشف الذي قد يطال مستحقات المتقاعدين".

 

إقرأ أيضاً: طرابلس انتخبت بنسبة 13.6% فقط!!


وفي المقابل، دعت هيئة التنسيق النقابية إلى تنفيذ إضراب عام وشامل في الإدارات العامة والمدارس والثانويات الرسمية والخاصة والمعاهد والمهنيات ودور المعلمين والبلديات غداً الأربعاء، والاعتصام في ساحة رياض الصلح عند الحادية عشرة قبل الظهر، وكذلك اعلن أساتذة الجامعة اللبنانية أيضاً التحرك غداً الأربعاء.


وبدوره، دعا تجمع العاملين في البلديات في لبنان عبر بيانٍ له إلى "اضراب عام تحذيري غداً في كل بلديات لبنان، وذلك بعد النظر بما يصدر من تصريحات وتلميحات تقضي الى المساس برواتب الموظفين وحقوقهم وتأميناتهم الإجتماعية".


وبعد الإحتجاجات المطلبية التي يدعو إليها موظفي القطاع العام، تشير مصادر اقتصادية إلى أن "الوضع الاقتصادي في لبنان جدي ودقيق جداً، ويدخل في مرحلة الخطورة، وليس مجرّد تهويل على النّاس"، وهذا ما كان حذر منه رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي اشار إلى ان لبنان مقبل على اتخاذ قرارات اقتصادية قاسية لإنقاذ البلد من الانهيار، داعياً اللبنانيين إلى عدم الخوف.


ولكن بين تحذيرات الحكومة، والإجراءات الإقتصادية القاسية، وحده الشارع من فتح للمواطنين مجال التحرك لرفض أي قرار ظالم بحقهم، على امل ان تؤدي هذه التحركات إلى نتيجة فعالة، بعد ان دخل لبنان في حالة طوارىء اقتصادية حذرة، خوفاً من دخوله في دوامة عجز مالي تصل به إلى العناية المشددة!