تساءل موقع "المونيتور" إن كانت ستنشأ معركة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران في العراق، وذلك غداة إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، تصنيف قوات الحرس الثوري كمنظمة إرهابية أجنبية. 
 
ولفت الموقع الى أنّه في الوقت الذي تعدّ بعض الدول مثل لبنان، سوريا وأفغانستان من أبرز الأماكن التي يمكن أن تشهد اشتباكات بين أو مواجهة بشكل مباشر أو عبر وكلاء، بين طهران وواشنطن، يبقى العراق الأبرز والأكثر جهوزية بين هذه جبهات هذه الدول، بسبب الوجود العسكري الأميركي ومستوى التأثير الإيراني، الذي يمتدّ من المجموعات العسكرية إلى داخل المؤسسة العسكرية العراقية. 
وأضاف أنّ المرحلة التي تلت رحيل الرئيس العراقي صدام حسين في العام 2003، أدّت الى حصول فراغ، حاولت كلّ من الولايات المتحدة وإيران أن تملأه خلال الـ16 عامًا الأخيرة، وبعدها أصبح العراق مساحة للنفوذ المتنامي بين البلدين، وكذلك مكانًا للحرب بالوكالة بينهما.
 
وعندما تصاعد تنظيم "داعش" في العام 2014، كانت هناك فرصة نادرة للبلدين بأن ينسّقا معركتهما ضد الإرهاب في العراق، وبعدها تغيّرت قواعد اللعبة، وفقًا للمونيتور الذي أضاف أنّ نظرة إيران للعراق تغيّرت تدريجيًا خلال السنوات الأخيرة، وأصبح حلفاء إيران أكثر تدريبًا وتجهيزًا عمّا كانوا عليه من قبل، في أيام الغزو الأميركي للعراق. 
 
أمّا الآن وبعد التطورات الحاصلة، فقد طلب المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي خلال استقباله السبت رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إخراج القوات الأميركية من العراق في أسرع وقت. وقال له: "عليكم الدفع بالأميركيين إلى سحب جنودهم من العراق بأسرع وقت ممكن، لأنهم حين يمكثون عسكريًا في بلد ما لفترة طويلة، تُصبح عملية إخراجهم صعبة". 
 
وأتى كلام خامنئي بعد ساعات فقط من إنتشار تقارير إعلامية عن نية ترامب تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية، وبعده حذّر عبد المهدي من أن قرار الولايات المتحدة تصنيف الحرس الثوري الإيراني تنظيما إرهابيا قد تكون له عواقب سلبية في العراق والمنطقة.
 
 وذكّر الموقع بدور حلفاء إيران في العراق، الذين أصدروا تحذيرات عدّة لواشنطن في السنوات السابقة، ومن بينهم زعيم "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي الذي دعا الى التصويت لإخراج القوات الأميركية من العراق، وأضاف الموقع أنّ "عصائب أهل الحق" كانت الى جانب "النجباء" وكتائب حزب الله العراق خلال القتال مع قوات فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، ولعبت هذه المجموعات دورًا مهمًا في المعارك ونشطت في حلب، منطقة السيدة زينب، والحدود السورية العراقية.
 
وتابع الموقع أنّ الوجود العسكري الأميركي في العراق أصبح أقلّ من السنوات الماضية، وكان علّق ترامب قائلاً إنّه سيترك بعض القوات في العراق لمراقبة إيران. 
 
من جانبه، قال المستشار الخاص لرئيس مجلس الشورى الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان للمونيتور إنّ قرار ترامب بشأن الحرس الثوري معتوه ومتهوّر، ويجب أن يُعالج.