ما هي اهداف زيارة الوفد اللبناني إلى واشنطن؟
 

قد يكون لافتاً أنّ الكلام الأميركي عن توسيع العقوبات على لبنان، جاء في خضمّ حملةٍ واسعة تخوضها الإدارة الأميركية الحالية في وجه إيران، وبالتالي في وجه حزب الله الذي تعتبره أداةً أساسيّة لها في المنطقة وهو ما تجلّى بوضوح من خلال التصريحات الأميركية المكثّفة في الآونة الأخيرة، وآخرها ما صدر عن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نفسه في زيارته الأخيرة إلى لبنان، من بيان شديد اللهجة قيل إنّه أبعد ما يكون عن اللغة الدبلوماسية المعتمدة بين الدول. 

وانطلاقاً من ذلك، يضع الكثيرون التهويل الأميركي بتوسيع العقوبات على حزب الله، في إطار هذه المعركة خصوصاً أنّ بومبيو لم يسمع خلال زيارته إلى لبنان ما يرضي إدارته بشكلٍ أو بآخر، ليس من رئيس البرلمان فقط، بل حتى من رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل، وصولاً إلى رئيس الحكومة سعد الحريري الذي لاذ بالصمت، علماً أنّ الاستياء الأميركي من لبنان جاء خصوصاً بسبب الموقف الصارم لجهة ترسيم الحدود البرية والبحرية، في وقتٍ شكّل هذا الملف، برأي كثيرين، الهدف الأساسيّ وربما المخفيّ، من زيارة بومبيو إلى لبنان، بطلبٍ مباشرٍ من تل أبيب. 

إقرأ أيضًا: العلاقات الأمريكية اللبنانية ليست على ما يرام!

فبعد الزيارات الأميركية إلى لبنان اتجه وفد نيابي لبناني إلى واشنطن في محاولة لتخفيف التوتر الرسمي الذي صبغ العلاقة بين البلدين خلال المرحلة الأخيرة، وللوصول إلى مجموعة تفاهمات تجنب لبنان بعض الضغوطات.

ووفق مصادر مطلعة فإن الزيارة اللبنانية لن تكون ندية، بل ستكون محاولة ديبلوماسية لتجنيب لبنان المزيد من الضغوط الإقتصادية الأميركية، من دون تأمين أي مقابل سياسي لهذا الموضوع، وتعتقد المصادر أن الزيارة ستعتمد بشكل أساسي على إظهار الوفد اللبناني أهمية الخطوات التي ستسعى الدولة اللبنانية إلى تحقيقها في مجال الإصلاح للحفاظ على الإستقرار النقدي والإقتصادي وتجنب أي مخاطر. 

وتضيف: كما سيؤكد الوفد على ضرورة عدم توسيع العقوبات بشكل تطال حلفاء حزب الله لأن ذلك سيؤدي إلى إنهيار إقتصادي يطال القطاع المصرفي، وترى هذه المصادر أن المساعي اللبنانية ستتركز على تخويف الأميركيين من الوضع الإقتصادي والمالي اللبناني لتجنب تفعيل العقوبات وزيادتها، إذ ان هناك من يعتقد أن واشنطن لن تذهب إلى حيث يسقط الهيكل اللبناني على الجميع.

إقرأ أيضًا: محطات كبرى... سباق بين الحلين السياسي والعسكري!

وتشير المصادر إلى أن الوفد سيؤكد أن العقوبات على حلفاء حزب الله المتجذرين في القطاعات المالية والمصرفية سيؤدي إلى ضرر كبير في الإقتصاد اللبناني، وتالياً إلى زيادة المخاطر. وتعتبر المصادر أن الوفد سيطلب أن لا يستمر تراجع التقديمات الأميركية للبنان، لأن الأمر لا يؤدي إلى خدمة المصالح الأميركية ولا اللبنانية. وتلفت المصادر إلى أن النقاشات اللبنانية ستطال مسألة النازحين السوريين، حيث سيتم إستغلال تصريحات وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في هذا الشأن للبناء عليها ومحاولة إقناع الأميركيين بضرورة سحب الفيتو عن عودتهم إلى بلادهم.

مع ذلك،وفي المقابل هناك وجهة نظر اخرى تقول إنّه من الخطأ اعتبار ان الولايات المتحدة ممكن ان تتاثر بالعواطف التي يحملها الوفد النيابي اللبناني وهناك ثمة من يقول ان الضغط يمكن أن يتحوّل إلى واقع في أيّ لحظة، خصوصاً إذا ما كانت المصلحة الإسرائيليّة هي المتحكّمة بمجرى الأمور، ما يعني أنّ على لبنان التأهّب لكلّ السيناريوهات، والتعامل معها وفقاً لمصلحة لبنان واللبنانيين.