بينهم إبن شقيق عون، مستقيلون ومطرودون من التيار يُطلقون حركة سياسية بوجه القيادة الحزبية الحالية
 

يعيش "التيار الوطني الحر" فترة ذهبية على صعيد الإنشقاقات في صفوفه، فالقاعدة السياسية داخل التيار ملّت من مبدأ التوريث وتحكم شخص واحد بقرارته.

في غضون ذلك، أطلق نحو 70 من الكوادر السابقين في التيار البرتقالي أول من أمس السبت، حركة سياسية جديدة بعد فشل الحركة التصحيحية التي قاموا بها داخل التيار في السنوات الماضية بتحقيق أهدافهم لتصدي لسياسة رئيس التيار الوزير جبران باسيل من جهة، ولإنقاذ ما تبقى من الروح اللبنانية التي تُدعس عبر السلطة الحاكمة من جهة أخرى.

إقرأ أيضًا: مطار الإذلال الدولي!

في هذا السياق، أكّد المحامي انطوان نصرالله عضو في التيار الوطني الحر اليوم الإثنين، أن "العمل الحزبي بالنسبة للشعب بات يوازي العمل الميليشيوي في زمن الحرب لأن الأحزاب تحولت إلى أحزاب سلطوية تتسلط على الناس"، موضحًا أن "الحركة السياسية التي أطلقتها مجموعة من الناشطين أمس، ليست موجهة ضد العهد ولا تعارضه، بل هي ستعارض كل ما يخالف المبادئ التي ناضلنا من أجلها في التيار الوطني الحر"، مشيرًا إلى أن "أداء القريبين من العهد هم الذين يسيئون إلى العهد وليس نحن"، مشددًا على أنّ "هدف الحركة التي أطلقناها، إعادة صياغة الحياة السياسية وبناء مؤسسات الدولة، التي هي معطلة اليوم، وبالتالي نعمل على انقاذ الجمهورية كي لا يكون الرئيس عون هو آخر رئيس جمهورية للبنان".

كما اعتبر نصرالله أن "قوة التيار لا يعود الفضل فيها إلى القيادة الحزبية الحالية، فعامل السلطة يجذب المناصرين"، ولفت إلى أن "الديمقراطية غير موجودة في التيار فلا معارضة حزبية اليوم ومن غير المسموح أن يكون هناك رأي مخالف لقيادة التيار، فالنقاش معطّل في المجلس السياسي، مع العلم أن التيار هو حركة تغييرية ولا يجوز أن يقوم بتحالفات سياسية وانتخابية، أساسها المصلحة على حساب المبادئ".

إقرأ أيضًا: النساء اللبنانيات أفضل من الرجال في قيادة السيارات؟!

علمًا، أن هذه الأزمة داخل التيار بدأت في عام 2015 بسبب ما يقول معارضو رئيسه إنها ضغوط مورست على الراغبين بمنافسته على الرئاسة لتخلو الساحة لباسيل، إذ اعتبروا يومها أن إنتخاب باسيل لم يكن ديمقراطيًا، بحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".

كما أكد هؤلاء أنه منذ تسلم باسيل رئاسة التيار سعى إلى إقصاء معارضيه، ومعظمهم يعرفون بـ "القدامى والمؤسسين" الذين يعترضون على السياسة التي يتبعها بإعطاء الدور الأبرز لـ "المتمولين"، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالنيابة والتوزير، باعتبار أن قسمًا كبيرًا من النواب والوزراء الذين تمت تسميتهم في الحكومات المتعاقبة، لم يكونوا منتمين للتيار بل إلى تيارات وأحزاب أخرى. 

ومن أبرز القياديين العونيين السابقين الذين سيشكلون هذه الحركة: ابن شقيق الرئيس عون نعيم عون، والقياديون بسام الهاشم، أنطوان نصرالله، أنطوان مخيبر، رمزي كنج، طوني حرب، زياد عبس، كمال آليازجي، العمداء المتقاعدون أنطوان عبد النور وجورج نادر وأنطوان قصاص وغيرهم..

إقرأ أيضًا: مدينة بعلبك مهددة بالجفاف!

في السياق ذاته، أفادت صحيفة "الجمهورية" اليوم الإثنين أن "الجهات المعنية في التيار الوطني الحر أحالت كل من طانيوس حبيقة ورمزي كنج على المجلس التحكيمي بعد مشاركتهما في اجتماع المفصولين من التيار الذي عقد السبت الماضي، وذلك لإجراء المقتضى وفق النظام الداخلي للتيار".

إذًا، هناك نقمة داخل التيار تتنامى يومًا بعد  يوم وهو ما ظهر جليًا في مقاطعة عدد كبير من العونيين الإنتخابات النيابية التي جرت في آيار الماضي، وتصويت بعضهم خلافًا لإرادة التيار، إضافة إلى النتائج التي تتحقق في الانتخابات النيابية والنقابية.

وأما، ما إذا كان سيبقى باسيل رئيسَا للتيار البرتقالي، فسنتركه للأيام القادمة، وهي كفيلة بالاجابة عن هذا السؤال.