بمناسبة إعلان ليلة المتاحف، التي تتضمن فتح أبواب المتاحف والأماكن الأثرية في لبنان، مجانا، أمام المواطنين والزوار، جال وزير الثقافة محمد داوود في متاحف العاصمة، وانطلق داوود من متحف العملات في مصرف لبنان، ثم انتقل إلى متحف الجامعة الأميركية، حيث اطلع على محتوياته، ومن هناك إلى متحف سرسق وفيلا عودة، لينهي جولته أمام المتحف الوطني، وكان في استقباله عند وصوله، المدير العام للآثار سركيس الخوري.
كما عاشت "عاصمة الجنوب" مدينة صيدا يوماً تراثياً مميزاً مواكبةً لفعاليات ليلة المتاحف، وحملت اسم "ليلة صيدا التراثية" نظمتها بلدية المدينة بالتعاون مع وزارة الثقافة تحت عنوان "صيدا القديمة منورة". 
وتفقد وزير الثقافة الدكتور محمد داود داود برفقة رئيسة "لجنة التربية والثقافة النيابية" النائب بهية الحريري، الأنشطة المرافقة لهذه الاحتفالية في المدينة القديمة انطلاقا من خان الافرنج، ترافقه عقيلته الدكتورة مايا صفي الدين. 
واطلع الوزير داود والحريري على ما يشهده الخان وخمسة معالم ومتاحف اخرى في المدينة  من معارض تراثية وحرفية وامسيات موسيقية احياءً لليلة المتاحف ولتسليط الضوء على تلك المعالم وما تختزنه من تاريخ انساني وعائلي ومن تفاعل حضاري وثقافي بين الشرق والغرب ومن ابداع عمراني عريق.
واثر الجولة في خان الافرنج قال الوزير داود: "أوجه تحية في بداية هذه الجولة الى كل اللبنانيين وادعوهم الى المشاركة في ليلة المتاحف لأنها فرصة لجميع اللبنانيين لكي يروا الارث الثقافي والفكري الموجود في هذه الصروح كافة. اليوم لدينا 13 متحفا تشرع ابوابها مجانا لكل الشعب اللبناني ابتداءا من الساعة الخامسة عصرا حتى الساعة الحادية عشرة ليلا." 
من جهتها، اكدت النائب الحريري ان "صيدا لها دوراً كبيراً خصوصا بالنسبة للجنوب".ثم قدمت الى الوزير كتاب صيدا المدينة القديمة الصادر عن مؤسسة الحريري، كما اهدته والسيدة عقيلته هدايا تذكارية من بعض المعروضات الفنية والحرفية في خان الافرنج".
على مدى اكثر من 6 ساعات متواصلة، تحولت نحو ست مواقع تاريخية وتراثية والأحياء القديمة التي تربط بينها بما تضمه من بيوت واسواق وحرف وما تختزنه من تراث انساني وعمراني، وجهة لآلاف المواطنين الذين وفدوا اليها من مختلف المناطق.
وشهد خان الافرنج معرض مشغولات يدوية وارتيزانا ومأكولات وحلويات تراثية وعزف موسيقى وغناء ، وتابع زوار "خان صاصي" عرضا متواصلا عن تاريخ الخان وعزف موسيقى فرنسية ضمن شهر الفرنكوفونية. وفي متحف قصر دبانة استمتع الحاضرون بالأجواء التراثية وبالموسيقى عزفا على العود  وبتناول اصناف من الحلويات التراثية التي تشتهر بها صيدا.
وفي  دار آل حمود التراثي سابقاً – مركز "علا " حاليا، اقيم معرض صور و أمسية عزف وغناء تراثية ووقعت الكاتبة نانسي سليم وقرأت كتابها "ما وراء الأحلام" للزوار. 
وفي متحف الصابون التابع لمؤسسة عودة،  توزع الزوار بين معروضات المتحف التي تعرفوا من خلالها على تاريخ صناعة الصابون في صيدا وبين محترفات تراثية عدة أبرزها لشرح  صناعة الفخار  من راشيا، كما تخلل الأنشطة عزف موسيقي. 
وتميزت ليلة المتاحف في صيدا هذا العام بافتتاح مقهى تراثي جديد بإسم" خان المير" بعد اعادة ترميم وتأهيل المكان بمبادرة من احد ابناء المدينة.  وشملت الحركة الناشطة ايضا المسجد العمري الكبير وكنيستي مار نقولا للروم الكاثوليك والارثوذكس والساحات التراثية في المدينة القديمة. 
وخصصت للمشاركين من خارج صيدا وتحديدا من مناطق الجنوب وسائل نقل مجانية.
النائب الحريري التي شاركت ورئيس البلدية المهندس محمد السعودي المواطنين والزوار الأجواء التراثية الاحتفالية بليلة المتاحف قالت: ان هذا هو الدور الذي نريده لصيدا والذي نحن نامل ان تبقى صيدا تستقبل ان كان بمعالمها التراثية او بمرافقها الحيوية كل الناس من مختلف المناطق..
بدوره، نوه السعودي، بالاقبال على صيدا خلال ليلة المتاحف، التي اعتبر انها "كانت ناجحة بامتياز". وقال: "مدينة صيدا تثبت من جديد أنها متألقة دائما، حيث تمكنت من إستقطاب الألاف من الزوار والوافدين من مختلف المناطق اللبنانية خلال ليلة المتاحف".