المرحلة الان هي مرحلة سباق بين الحلين السياسي والعسكري، وأنّ الأيّام والأسابيع القليلة المُقبلة ستؤشر جدياً عن الإتجاه المُرتقب للملفّات الإقليميّة الشائكة.
 

ما ينتظر منطقة الشرق الأوسط في الأيّام والأسابيع والأشهر القليلة المُقبلة مُهمّ جدًا، حيث أنّه سيُحدّد الخيط الأبيض من الأسود، بالنسبة إلى ملفّات شائكة وحتى دَمويّة. فهل ستكون المنطقة على موعد مع مزيد من التصعيد، أم مع بداية مرحلة الحُلول والتسويات؟. 

تبدو الإدارة الاميركية وكأنها تهيّىء الرأي العام الداخلي والعالمي الى قرارات حاسمة جداً ستتخذها ضد إيران وحزب الله أيضاً، وذلك من خلال فتح الدفاتر العتيقة للحزب والتذكير بعملياته التي تصنفها بـ الارهابية إن داخل لبنان أو في بلدان خارجية وفي التقدير أنّ هذا يشكل أداة ضغط لضبط إيران داخل حدودها ولانضباط حزب الله داخل الحدود اللبنانية في إطار شرعية الدولة، حتى إذا لم يؤدِ هذا الضغط الى النتيجة المطلوبة يتم اللجوء الى الاجراءات العسكرية.

في إطارالوضع الايراني، وفي حال اصدر الرئيس ترامب قراره باعتبار الحرس الثوري منظمة ارهابية بالاضافة الى وضع حزمة عقوبات جديدة حيّز التنفيذ، الامر الذي سيعيد العلاقات بين واشنطن وطهران إلى مرحلة شديدة التوتر، بحيث أنّ الخبراء المُتابعين لشؤون الشرق الأوسط يتوقّعون أن تدفع العُقوبات الجديدة والتي هي أشدّ وطأة من سابقاتها، المنطقة إلى وتيرة مُرتفعة من التوتّر مُجدّدًا، على أن ينتهي هذا المسار إمّا بالتوجّه إلى مُفاوضات بين إيران وأميركا بشكل مُباشر أو غير مُباشر، ومن ثم إلى تسويات في أكثر من ملفّ، وإمّا إلى تصعيد عسكري وأمني على أكثر من جبهة، يُرافقه المزيد من الإرتفاع في أسعار المُشتقّات النفطيّة. 

وأوضح هؤلاء أنّه مع بلوغ العُقوبات على إيران ذروتها مُجدّدًا، بعد إنسحاب واشنطن من الإتفاق النووي مع ايران، ستكون هذه الأخيرة أمام خيارين مُتضاربين وكلاهما مر، إمّا سُلوك خيار التصعيد الأمني في أكثر من مكان، خاصة في الاماكن التي لايران فيها نفوذ،وفي هذا السياق لم ينتظر قائد الحرس الثوري واعتبر ان مثل هذا الامر يعتبر ضرباً كبيراً من الغباء وبالوقت نفسه اطلق سلسلة من التهديدات ضد القواعد الاميريكية في المنطقة.

 وإمّا الخيار الثاني فهو من خلال تليين المواقف والبحث بشكل جدي عن حلول لمجمل الموضوعات ذات الصلة والبحث عن مخارج لإعادة ترتيب الوضع السياسي على مستوى المنطقة.

إقرا أيضا: العلاقات الأمريكية اللبنانية ليست على ما يرام!

تعمل الإدارة الأميركيّة بقُوّة على تحضير الأرضيّة المُناسبة لإنجاح خيار ما يُسمّى صفقة القرن، والتي هي عبارة عن تسوية نهائيّة للصراع الإسرائيلي الفلسطيني تقوم على حلّ الدولتين، لكن وفق شروط تُعطي الأولويّة للمصالح الإسرائيليّة السياسيّة والأمنيّة والديمغرافيّة، في مُقابل حوافز إقتصاديّة وماليّة للفلسطينيّين.وتعمل الإدارة الأميركيّة حاليًا على نيل مُوافقة ضُمنيّة على حلّها للقضيّة الفلسطينيّة، من جانب كل من السعودية ومصر والأردن وسلطنة عُمان وغيرها من الدول، إضافة طبعًا إلى السُلطة الفلسطينيّة، مُستخدمة الحوافز والدعم لإقناع البعض والضُغوط والإبتزاز لإجبار البعض الآخر على المُوافقة، علمًا أنّ ما يُسمّى محور المُقاومة والمُمانعة يعمل في المُقابل على إفشال هذه المُحاولات بكل الوسائل المُتاحة، وفي طليعتها التوتير الميداني بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين.

في الخلاصة،ومما لا شكّ فيه أنّ منطقة الشرق الأوسط على موعد مع محطّات كُبرى في المُستقبل القريب جدًا، مع تأثيرات مُباشرة وغير مُباشرة على وضع العديد من الدول، وعلى الكثير من السياسة القائمة حاليًا.

 والأكيد المرحلة الان هي مرحلة سباق بين الحلين السياسي والعسكري، وأنّ الأيّام والأسابيع القليلة المُقبلة ستؤشر جدياً عن الإتجاه المُرتقب للملفّات الإقليميّة الشائكة والدمويّة.