ما ذنب السيد اذا ألحّ رئيس البرلمان اللبناني على أن يعقد مؤتمرا صحفيا قرب منزله المتواضع في حي متواضع؟
 

عقد رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري مؤتمرًا صحفيًا على عتبة منزل المرجع الشيعي الأبرز في العالم السيد علي السيستاني عقيب لقائه الخاص معه، وبما أن المشهد الذي يظهر من خلف الأستاذ بري يكشف عن مدى تواضع الحي الذي يقع فيه منزل السيد السيستاني، وجه البعض نقدًا لاذعا للسيد السيستاني واصفين إياه بالتخلف او التقصير في عدم بنائه قصورا راقية تليق بموقعه وبموقع النجف الأشرف الديني. 

هناك مجموعة من الملاحظات على ذاك النقد لا يمكن تجاهلها. 

أولًا أن عقد المؤتمر الصحفي على عتبة منزل السيد السيستاني هي مبادرة الأستاذ بري الذي تشرف بلقاء المرجع الشيعي الأعلى ويعتز بلقائه حيث حرم منه الكثير ممن يتمنونه والحق مع الأستاذ أن يحاول للتغطية الإعلامية لهذا اللقاء ولكن كان ينبغي عقد هذا المؤتمر في مكان آخر في النجف او بغداد وليس في حي يشبه حي السلم أو حارة حريك ليس لهما صلة بالموقع الرسمي للأستاذ. 

إقرأ أيضًا: حرب كلامية بين بومبيو وظريف

ان القليل من رؤساء العالم يتشرفون بزيارة السيد السيستاني ولكن لا أحد منهم يعقد مؤتمرًا صحفيا على عتبة منزله، وقد سبق الأستاذ بري، الرئيس الإيراني روحاني والتركي اردوغان ولكنهما كانا حريصين على الالتزام ببروتوكولات ولم يقوما بتلك المناورة الإعلامية التي خاضها الأستاذ. 

ولمن لا يعرف السيد السيستاني ينبغي التذكير بأنه من ازهد الشخصيات الدينية بين زعماء جميع الأديان ولا يصح مقارنته بسدنة هياكل الوهم على حد تعبير الشيخ محمد عبده. 

ان السيستاني لا يملك منزلا لا في العراق ولا في إيران ولا في أي بلد آخر. انه لا يتاجر بالدين ولا يعتاش من موقعه الديني.

إقرأ أيضًا: السيول والسياسة: إيران تتنفس تحت الماء

نعم يجب إعادة اعمار النجف الاشرف كبقية المدن العراقية التي دمرها حزب البعث وزاد في تدميرها حكومة حزب الدعوة الإسلامية، ولكن ما هي صلة تخلف النجف الأشرف بالسيد السيستاني؟ 

وما ذنب السيد اذا يلح رئيس البرلمان اللبناني على أن يعقد مؤتمرًا صحفيًا قرب منزله المتواضع في حي متواضع؟ هل من المعقول تحميل السيستاني وزر خطأ الآخرين؟ 

وختامًا على السياسيين الذين يمثلون بلادهم أن يحرصوا على احترام بلادهم بدل القيام بمناورات إعلامية.