قد يستهين البعض بالضرر الذي يمكن أن ينجم عن استخدام عيدان القطن أثناء محاولة تنظيف الأذنين، ولكن القصة التالية توضح مثالاً واحداً فقط لمثل هذا الضرر. فقد نقل رجل إلى المستشفى على عجل بعد انهياره، ليكتشف الأطباء أنه مصاب بعدوى في جمجمته تسبّبت بها قطعة قطن علقت في أذنه.
 
تعرض الرجل، وهو إنكليزي من منطقة كوفنتري، إلى نوبات تشنّج وصداع وألم في الأذن، بالإضافة إلى حالات تقيُّؤ. كذلك بدأ ينسى الأسماء ويجاهد من أجل تذكّرها. وقبل انهياره، كان الرجل يخضع للعلاج من التهاب حاد في الأذن عند طبيب عام، غير أنه لم يشفَ من الالتهاب واستمرت معاناته، قبل أن يكتشف الأطباء في المستشفى، المشكلة الحقيقية التي باتت أعمق ممّا كان يعتقد وأنها توجد داخل جمجمته. وبمجرد اكتشاف السبب، بدأت عملية علاجه بمشاركة أطباء من مستشفى كوفنتري الجامعي وهيئة الصحة البريطانية. وكتب اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة ألكساندر تشارلتون في الدورية العلمية المتخصصة «بي أم جاي» قائلاً: «للمريض تاريخ في العلاج من ألم في الأذن اليسرى وتراجع حاسة السمع على مدى السنوات الخمس الماضية»، مشيراً الى أنه «أصبح يعاني من صعوبة في تذكّر الأسماء في الأيام الأخيرة رغم أنه لا يعاني من أيِّ أمراض أو عوارض عصبية».
 
الغريب في الأمر أنّ المريض لم يصب بأيِّ حمّى وكشفت الفحوصات الجسدية عدمَ تعرضه لأيّ إصابة. وبعد معالجته بالمضادات الحيوية، قرّر الأطباء فحص أذنيه مع تخديره تخديراً عاماً، عندها تبيّن لهم أنّ قنوات الأذن عنده مصابة بالتهاب حاد مع وجود «أوساخ عالقة» سبّبتها قطعة قطن. ولم يُعرف منذ متى توجد قطعة القطن في أذن الرجل، لكنه يعاني من تراجع قوة سمعه منذ 5 سنوات. وقال الأطباء إنّ قطعة القطن في أعواد القطن قد تعلق في الأذن، وهو أمر شائع في التسبّب بالالتهابات وأمراض أخرى، لكنّ حالة الرجل غير معهودة من قبل. وتمّت معالجة المريض، بينما شخّصت حالته بأنها عدوى غير شائعة تسمى «عدوى القناة السمعية الخارجية». وبحسب الأطباء فإن الالتهاب أصاب الخلايا داخل الجمجمة، ولم يصل إلى خلايا الدماغ. وبعد 6 أيام من العلاج، لوحظ تحسن في حالته وتراجع الالتهاب في خلايا الجمجمة، وشفي تماماً بعد 10 أسابيع.