يقتربُ موعد الإنتخابات الإسرائيليّة، ويتزايد معه التصعيد والتطرّف ضدّ غزّة، هذه الورقة التي لا طالما حرصت الأحزاب الكبرى على إستغلالها لإسترضاء الإسرائيليّين، إلّا أنّ ملف حزب الله لم يأخذ حيّزًا مُهمًّا بين المُتنافسين.
وتتركّز حملة  رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، بيني غانتس، على نشر مقاطع مصوّرة لعمليّات قتل الفلسطنيّين في قطاع غزة تحت شعار "تحقيق السلام"، وصور تُظهِرُ تصفية نائب القائد العام لـِ كتائب القسّام، أحمد الجعبري، مُستغلًّا قضايا الفساد المُتّهم بها رئيس حكومة الإحتلال نتنياهو، بالإضافة إلى توجيهه له تُهمًا بالرشوة وخيانة الأمانة.
 
ويواجه نتنياهو مُنافسة شرسة مع غانتس، الذي يحرصُ حزبه "أزرق- أبيض" في أن يُطيح بـِ حزب "الليكود" الذي يتزعّمه نتنياهو، ويسعى الأخير إلى البقاء في منصبه، للمرّة الخامسة على التوالي، ليكون أطول رئيس وزراء في التاريخ، مُتجاوزًا الأبّ المؤسّس لإسرائيل، ديفيد بن غوريون.
 
وأعطى نتنياهو أهميّة في حملته للمستوطنات في الضفّة الغربيّة، وعلاقته المتينة بالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، التي صنعت إنجازاتٍ للدولة العبريّة، كان آخرها الإعتراف بالسيادة الإسرائيليّة على الجولان واسترجاع رفات جثّة العريف، زخاريا باومل.
 
 
ويتنافس أكثر من 40 حزبًا، بما فيهم حزبا نتنياهو وغانتس، والأحزاب الدينيّة المتطرّفة، والفصائل العربيّة والحركات الهامشيّة كـَ حزب القراصنة، كما أنّ الإنتخابات تجري على الـ120 مقعدًا في الكنيست.
 
وحرص الإعلام في الأشهر الماضية، على تسليط الضوء على خطر حزب الله، إلّا أنّ الصواريخ الثلاثة التي أُطلقت من غزّة على تل أبيب، خلال الأسبوعين الماضيين، جعل خطر غزّة يتقدّم على القلق من الجبهة اللّبنانيّة. أمّا لناحية أولويّات الشارع الإسرائيلي، تركّزت على  المستوى الإجتماعي والإقتصادي، التي تمرُّ به إسرائيل، لاسيّما مع إرتفاع لافت لأسعار المواد الغذائيّة والمساكن، والتي يُقابلُها أجور مُتدنّية.
 
وبحسب مُحلّلة الشؤون الحزبيّة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، سيما كدمون، فإنّ الأيّام المُقبلة، ستشهد صراعًا داخل معسكريّ اليمين، برئاسة بنيامين نتنياهو، والوسط – يسار، برئاسة بيني غانتس، الذي يرأس قائمة "كاحول لافان"، وأنّ الليكود و"كاحول لافان" سيعملان إلى زيادة قوّتهما على حساب الأحزاب الصغيرة في كُلّ من المعسكرين.
 
أمّا على الصعيد الدولي، تلقى نتنياهو، هديتين بمثابة دعم من صديقه ترامب، والروسي فلاديمير بوتين.
 
وقال بوتين، خلال لقائه نتنياهو، في موسكو يوم،أمس الخميس، إنّ "روسيا عثرت على جثة الجندي بالتنسيق مع الجيش السوري، وإن جنودنا جلبوه إلى إسرائيل".
 
في السياق نفسه، أكّد ترامب في خطابه بأنّ إسرائيل لديها الحقّ في الدفاع عن نفسها، مُشدِّدًا على أنّ الولايات المُتّحدة ستدعمُ إلى الأبد إسرائيل.
 
لا شكّ أنّ هذا الدعم الدولي سوف ينعكسُ بشكلٍ إيجابيّ على شعبيّة نتنياهو في السّاحة الداخليّة، لاسيّما وأنّ قضية جثث الجنود الإسرائيليّين تُعدّ  من أبرز القضايا في تل أبيب.
 
من جانبه، رأى المحلّل العسكري في القناة 13 الإسرائيليّة، ألون بن دافيد، أنه وبعد إستقرار الحكومة الإسرائيليّة، ستبدأ سنة الإنتخابات الرئاسيّة في الولايات المتحدّة، وسيكون ترامب بحاجة إلى إنجاز دولي مدوٍ.