من المسؤول عن هذه المهزلة؟ ومن المستفيد من هذه الإجراءات المتتالية؟!
 

كأنه لا يكفي الشعب اللبناني المشاكل التي تحاصره من كل الجهات، بدءًا من أزمة النفايات الملقاة في شوارعنا، إلى زحمة السير التي تملأ الطرقات، إلى انقطاع الكهرباء وسوء تغذيتها، حتى تُضاف إليها فضائح المطار المتتالية، والتي أثارت جدلًا واسعًا في الفترة الأخيرة.

فالصور التي خرجت من مطار رفيق الحريري الدولي، وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي في الساعات الأخيرة تختزل المشهد اللبناني المخزي، عاكسةً عدم التنظيم وقلة المسؤولية.

إقرأ أيضًا: مدينة بعلبك مهددة بالجفاف!

وفي التفاصيل، بحسب المعلومات المتداولة "فقد تبلّغت شركات التاكسي قرارًا يمنع دخول سائقيها حتى إلى الموقف، وأُبلغوا بأنّ في استطاعتهم نقل المسافرين إلى المطار لكنهم ممنوعون من نقل الوافدين، كما كان معمول به سابقًا.
وعليه طلبوا من الركّاب المتّصلين التوجّه إلى ما بعد حاجز الجيش، الذي يبعد مسافة نحو كيلومتر عن مدخل المطار، مشيًا على الأقدام كي يستقلوا التاكسي، غير ذلك، يضطر الركّاب إلى أخذ التاكسيات البيضاء المتواجدة أمام مدخل المطار".

وعلى خلفية ذلك، "تقدم المحامي وديع عقل بإخبار إلى النيابة العامة لدى ديوان المحاسبة بصفته الجهة المناط بها السهر على الأموال العامة وذلك حول مخالفات مالية ودستورية وتنظيمية في مطار رفيق الحريري الدولي وما يعرف بتدابير تاكسي المطار، وقد باشر مدعي عام ديوان المحاسبة القاضي فوزي خميس تحقيقاته بالملف".

على المقلب الاخر، "ومنذ شهر تقريبًا بدأ المسافرون بالتعبير عن إنزعاجهم نتيجة إجراء جديد تتبعه القوى الأمنية في المطار، وهو يقضي بمنعهم من إستخدام عربات نقل الحقائب بعد أول نقطة تفتيش، ما يعني أن على المسافر أن يحمل حقائبه على ظهره ويمشي بها نحو الـ check in".

وذلك بسبب تعليمات جديدة وضعتها منظمة الطيران المدني الدولي ICAO، معلنة أن هذا الإجراء يساهم في مكافحة التهريب الذي قد يحصل أحيانًا عن طريق لصق اشياء ممنوعة في العربة وإدخالها إلى حرم المطار ليسهل تهريبُها لاحقًا".

علمًا، أنه في أيلول 2018، "سادت حالة من الغضب والإستياء الشديد بين اللبنانيين على وقع فضيحة حصلت في مطار رفيق الحريري، بعدما طرأ عطل مفاجىء على نظام إصدار تذاكر السفر وتسليم الحقائب، ما تسبب بتأخر إقلاع عدد كبير من الطائرات وإلغاء الكثير من الرحلات، واستمر هذا العطل يومها من الساعة 11 ليلًا إلى الرابعة فجرًا، الأمر الذي أدى إلى فوضى عارمة وازدحام لا يطاق داخل المطار".

إقرأ ايضًا: من باكستان إلى لبنان: عنف وحشي بحق المرأة

إذًا، لطالما كان مطار رفيق الحريري الدولي واجهة لبنان، ومعلمًا يعكس الرقي والحضارة اللتين يفترض أن لبنان يمثلهما، لكن هذا المعلم انقلبت صورته رأسًا على عقب، بعد سلسلة الأحداث التي هزت الرأي العام اللبناني وجعلهم يشعرون بالإذلال.

ويبقى السؤال هنا، من المسؤول عن هذه المهزلة؟ ومن المستفيد من هذه الإجراءات المتتالية؟!