وهكذا أصبح العهد القوي عهد التسوّل، والتسوّل هنا ليس لأجل هذا الشعب العظيم بل لأجل المزيد من السرقة والنهب والفساد
 

ماذا بقي من شعب لبنان العظيم؟ بل ماذا سيبقى من لبنان والحال على ما هو عليه وسيبقى.

السؤال بات مشروعًا جدًا في ظل المشاهد التي وصلنا إليها، السياسية والإقتصادية والمعيشية، والمالية، وفي ظل انعدام أي رؤية حقيقية وجدية في معالجة الأزمات التي تتراكم يومًا بعد يوم.

في السياسة تستمر الضغوطات الدولية لا سيما من الولايات المتحدة الاميركية فيما يتعلق من موقف الحكومة من الإجراءات الأميركية ضد حزب الله ولا أفق في المدى المنظور لتجنيب لبنان التداعيات في ظل الموقف اللبناني الضبابي وغير الواضح.

إقرأ ايضًا: السجن الذهبي للقضاء على الفساد واستعادة أموال الدولة!!

في الإقتصاد تتجه البلاد إلى المزيد من الإنهيارات وسط ما يشاع من أخبار خطيرة والتي تتحدث عن انهيار مالي مرتقب ومفاجيء، فيما يستمر الضغط الفرنسي والدولي للالتزام بالتعاليم المطلوبة وفق مؤتمر "سيدر" التي كان آخرها في زيارة السفير الفرنسي لرئيس الحكومة سعد الحريري وانذار الحكومة واعطاء مهلة 10 أيام وإلا الاطاحة بكل المقررات التي صدرت عن هذا المؤتمر، ولم يصدر بعد أي موقف لرئيس الحكومة رغم الضغوطات المستمرة من جهة والفوضى اللبنانية العارمة على هذا الصعيد من جهة ثانية، ووسط غياب أي قرارات واضحة على هذا الصعيد.

هذا المشهد المتأزم ينذر بعواقب وخيمة على لبنان اقتصادية وسياسية، وكل ما في الأمر لدى الساسة في لبنان أن العهد قوي وزيارات المسؤولين اللبنانيين رؤساء ووزراء مستمرة وعلى حساب خزينة الدولة التي دفعت للزيارة  الرئاسية  إلى روسيا 500 الف دولار كما ورد في الجريدة الرسمية، ناهيك عن مشاركة لبنان في القمة العربية، وزيارة رئيس مجلس النواب إلى العراق وزيارات رئيس الحكومة ووزير الخارجية.

إقرأ أيضًا: تعيينات حزب الله والحرب على الفساد

هكذا يدار البلد يا شعب لبنان العظيم، وهكذا أصبح العهد القوي عهد التسوّل، والتسوّل هنا ليس لأجل هذا الشعب العظيم بل لأجل المزيد من السرقة والنهب.

الشعب اللبناني عظيم، نعم عظيم باللامبالاة، وعظيم بالولاء المطلق للزعيم والطائفة على حساب الوطن والهوية، وعظيم بالولاء المطلق للحزب على حساب مصلحته ومستقبلة وحاجياته.

يا شعب لبنان العظيم كما تكونوا يولّى عليكم.