كشفت صحيفة مقربة من الأسرة الملكية الإيرانية (بهلوي) أنه يتم التحضير للقاء يجمع المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من خلال مفاوضات سرية بين واشنطن وطهران ووساطة أوروبية.

وأوضحت صحيفة «كيهان لندن» (التي تنشر في بريطانيا باللغة الفارسية من قبل بعض مسؤولي جريدة «كيهان» قبل ثورة 1979) أن الإدارة الأمريكية رحبت بمواقف خامنئي الجديدة حول استعداده للتفاوض مع ترامب حول برنامج بلاده الصاروخي وإنهاء دور الميليشيات المسلحة الشيعية المدعومة من قبل إيران.

وأضافت أن المرشد الأعلى الإيراني وافق على ذلك بعد مباحثات تمت مع 3 دول أوروبية، وأن هذه الدول أطلعت البيت الأبيض على تغيير موقف خامنئي. ومن المرجح أن تكون هذه الدول الـ3 بريطانيا وألمانيا وفرنسا.

وبيّنت «كيهان لندن»، نقلاً عن مصادر مطلعة رفضت الإفصاح عن هويتها، أنه من المقرر أن يتم اللقاء المحتمل بين ترامب وخامنئي في إحدى دول الشرق الأوسط، وأن العراق هو الأوفر حظاً لاستضافة هذا اللقاء التاريخي.

أن يتم اللقاء المحتمل بين ترامب وخامنئي في إحدى دول الشرق الأوسط، وأن العراق هو الأوفر حظاً لاستضافة هذا اللقاء التاريخي.

وقالت إنه تم التوافق على عدم الإعلان عن تفاصيل اللقاء بين خامنئي وترامب إلا بعد انتهاء فترة المفاوضات السرية بين الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإسلامية الإيرانية.

لفتت الصحيفة النظر إلى أنها استفسرت الموضوع من مسؤولين في البيت الأبيض، وأنهم أكدوا لها صحة تلك التقارير وتغيير موقف خامنئي.

وبعد مضي 3 أيام على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 كانون الثاني/ يناير الماضي حول أن الجمهورية الإسلامية تمر في مرحلة صعبة للغاية وأن الإيرانيين يبحثون عن التواصل مع إدارته، كشفت وسائل إعلام إيرانية أن نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، العميد إسماعيل قاآني، التقى بمسؤولين أمريكيين.

وجمع لقاء أمني رفيع المستوى نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيراني للشؤون الاستخباراتية والأمنية، العميد غلام رضا محرابي، ونائب قائد فليق القدس، العميد إسماعيل قاآني، وممثل الولي الفقيه وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بمسؤولين أمريكيين في أفغانستان.

واضطر شمخاني على الاعتراف بلقائه بمسؤولين أمريكيين بعد تصريحات ترامب حول رغبة طهران بالتفاوض مع إدارته، قائلاً إن مندوبين أمريكيين إثنين التقيا معه خلال زيارته إلى أفغانستان، وإنهما أخبراه بأن الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في التفاوض مع الجهوية الإسلامية الإيرانية.

وفي السياق، قال سفير إيران الأسبق في المكتب الأوروبي للأمم المتحدة، علي خرم، بإنه من الأفضل أن يتكفل فريق من الدبلوماسيين الإيرانيين مهمة أي تفاوض مع واشنطن، بالإشارة إلى رفضه إلى توكيل فريق أمني عالي المستوى من قادة الحرس الثوري بهذا الأمر.

وأكد خرم أنه وفي الظروف الاقتصادية السياسية الراهنة التي تمر بها البلاد، العقل السليم يقتضي التفاوض مع الإدارة الأمريكية بشكل مباشر، وأن الحكمة ترشدهم على الحديث مع ترامب لمنعه من أي مغامرة ضد نظام الجمهورية الإسلامية.

وبدورها، تلعب روما دور الوسيط وجسر للتواصل بين واشنطن وطهران، وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي، قد ناقش الملف الإيراني مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، ومستشار ترامب الخاص وصهره جاريد كوشنر، اللذين يعتبران المستشارين الرئيسيين لترامب فيما يتعلق بالملف الإيراني. وتتبين أهمية هذه المباحثات الإيطالية الأمريكية من خلال أن مفاوضات ميلانيزي مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تركزت على "مستقبل العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية".

وعلى صعيد آخر ذي صلة، أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" أن طهران أوقفت دعمها لجماعة حزب الله اللبنانية، ما دفعها إلى تقليص رواتب كوادرها إلى النصف، مضيفة أن حسن نصر الله اعتبر الضغوط الأمريكية بأنها حرب على حزب الله، داعياً مناصريه إلى جمع التبرعات المالية لتمويل الجماعة.
وأوضحت أن إيران خفظت بشكل ملحوظ تمويل ميليشياتها المتواجدة في سوريا.

وكشفت وكالة "أسوشيتد برس" أن طهران أعادت الآلاف من أعضاء ميليشيا "فاطميون" المتشكلة من شيعة الأفغان من سوريا إلى إيران وأفغانستان، وأنها أوقفت الدعم لهم.