أكد رئيس ​مجلس النواب​ ​نبيه بري​، بعد لقائه الرئيس ​العراق​ي ​برهم صالح​ في ​بغداد​، "أنني تشرفت بلقاء الرئيس صالح وأنا شخصياً أكن له الودّ منذ قديم الزمن، وقد شكرته على تعزيز هذه الفرصة في هذا اللقاء. كما أني قدمت التهاني عبره للشعب العراقي وللجميع في الإنتصار على ​الإرهاب​ التكفيري".

ولفت بري إلى أنه "بالمناسبة وبكل أسف قدمت التعازي بضحايا العبارة التي حصلت وأدّت الى كارثة إنسانية، وبعد ذلك تطرقنا الى الوضع الإقليمي والأمور التي جرت في قمة تونس والتي تجري ضمن الحراك العراقي المبارك الذي يحاول جمع شمل العرب قدر المستطاع والإنفتاح على هذا الجو الإقليمي المطلوب دور العراق وان يكون دائماً الملقّي وليس المتلقّي"، مشيراً إلى "أننا بحثنا العلاقات ال​لبنان​ية العراقية والإستثمارات اللبنانية في العراق وخصوصاً موضوع الإنشاءات النفطية التي تعمل بين ​كركوك​ و​مدينة طرابلس​، وهذا الامر موضع إجماع في ضرورة العودة إليه وسيفاد الوزير المختص الى لبنان لأجل الإطلاع عن كثب على هذا الموضوع إضافة الى مواضيع اخرى شتى دائماً كانت على توافق وإتفاق".

بدوره أكد الرئيس العراقي أن "لبنان له موقع مميز ومحبة كبيرة عند العراق والعراقيين، وانتم يا دولة الرئيس مرحب بك بين اهلك ولكم معزة خاصة عندنا، ونأمل ان تكون زيارتكم مقدمة لزيارات متكررة تساهم في تعزيز العلاقات والتعاون بين بلدينا".

وخلال لقاء مع رئيس ​مجلس النواب العراقي​ ​محمد الحلبوسي​ وعدد من النواب في مقر المجلس، رحب رئيس ​المجلس النيابي​ العراقي ببري والوفد المرافق، مؤكداً إنفتاح العراق والتعاون مع ​الدول العربية​ والمحيط، لافتاً إلى أنه "تربطنا بلبنان روابط كثيرة، وهذا يحتاج الى تعزيز التعاون ​الإقتصاد​ي على كل المستويات".

ورد بري شاكراً ومكرراً تهنئة العراق بالإنتصار على الإرهاب، معتبراً أن "ما حصل هو إنتصار لبنان والعراق على ​إسرائيل​ و الإرهاب، وهذا هو الإنتصار الاصغر فالجهاد الاكبر هو الإنتصار على الذات".

واذ اشار الى الشكوى المشتركة في لبنان والعراق من قضايا عديدة، شدد على تعزيز التعاون البرلماني بين المجلسين مشيراً الى الإتفاقات المعقودة في مجالات التجارة والإقتصاد.

وأوضح بري "أنني آمل ان تكون هذه الجلسة مهمة وليست بروتوكولية، وان نفتح اوتوستراداً عريضاً بين البلدين في كل ما يتعلق بالتعاون الإقتصادي وتشجيع الإستثمارات بين البلدين".

وشدد بري على أنه "ليس هناك شيعي ليس سنّياً وليس هناك سنّي ليس شيعياً. ولقد وقفت في إحتفال بذكرى الإمام ​موسى الصدر​ امام عشرات الألوف وقلت انا شيعي الهوية وسنّي الهوى. وكانت ​فلسطين​ تجمعنا ولافرق بين سنّي وشيعي او مسلم ومسيحي، وقد لجأوا الى إثارة الفتنة والحساسية بين السنّة و​الشيعة​ لتغيير هذه المعادلة، وتمددوا في هذه المؤامرة واخترعوا بعبعاً للتخويف اعتبروه ​إيران​، فلو قالت إيران اليوم انها مع إسرائيل لبطلت وزالت كل العقوبات المفروضة عليها..جاء ترامب كما توقع احد الكتاب الاميركيين فأقدم اولاً على وهب ​القدس​ لإسرائيل فكانت ردّة فعل العرب بالعمق " العدو إيران"، ولم تكن الرد المنتظر على ما حصل، وكما قلت سابقاً فإن الوضع العربي والشبيه بالقول "سئل الجبل من أين علّوك فأجاب من الوادي"، هو الذي حفز الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ مرة اخرى بإتخاذ قرار الإعتراف ب​الجولان​ جزءاً من إسرائيل".

وتساءل بري "من يضمن ان لا تعطى لاحقاً ​الضفة الغربية​، وهل يبقى لبنان او ​الأردن​ او غيرها؟"، مشيراً إلى أن "الوحدة هي الدواء ليس في العراق فحسب بل في لبنان ايضاً. والحوار هو كلمة السر وهو السحر الذي يمكن ان يحقق المناعة والنصر. وهذه الوحدة هي التي أنجحتنا وأنجحتكم"، مؤكداً أن "الامر الآخر المبتلى به لبنان والعراق هو ​الفساد​ الذي تبدأ مقاومته بقاض اعطني، قاضاً واحداً وخذ دولة".

واعتبر أن "العلاقات بين لبنان والعراق ستصبح مميزة اكثر فأكثر بدءاً بموضوع التأشيرات، فلماذا لا تلغى التأشيرات بين بلدينا؟ ولا خوف من ذلك. ولقد بحثت هذا الموضوع مع معالي وزير الخارجية العراقي وابدى إستعداداً، وسأواصل العمل في لبنان لإلغاء التأشيرة".

ودعا الى تشريع الإقامات في البلدين اذا ما الغيت التأشيرات. وتناول موضوع التعاون المصرفي، معرباً عن سروره للتشابه بين لبنان والعراق ولاستقلالية ​المصرف المركزي​ العراقي كما اللبناني ايضاً.

وجرى التأكيد على ازالة العوائق في وجه تعزيز هذا التعاون، واقرار التشريعات اللازمة لذلك.

وأكد رئيس مجلس النواب العراقي على القضية المركزية قضية فلسطين، مشدداً على تعزيز التنسيق بين لبنان في المواقف وتجاه هذه القضية، ومؤكداً على "رفض القرار الأميركي الأخير بالإعتراف بضم الجولان السوري العربي الى إسرائيل".

واعتبر النائب الاول لرئيس مجلس النواب حسن الكعبي أن زيارة الرئيس بري "نقطة تحول في العلاقة بين العراق ولبنان على المستويات كافة".