تجميد الحسابات المصرفية للمنظمات المدنية الإيرانية وعلى رأسها الهلال الأحمر الإيرانية جريمة نكراء تعبر عن مدى حقد العم سام للشعب الإيراني
 

إيران تتنفس تحت الماء منذ أسبوع كامل وغرق معظم الأراضي الإيرانية تحت الأمطار الغزيرة، وفي عدة محافظات انطلقت سيول جارفة ذهب ضحيتها العشرات من المواطنين. 

هذا وأن إيران تعاني من التصحر والجفاف في معظم مناطقها، وشهد عدد من المدن التي تسبح حاليا في مياه السيول قبل أشهر اشتباكات بين المزارعين المتظاهرين والقوى الأمنية على تقسيم المياه.

ويمكن القول أن إيران كانت ولا تزال مشروعا لحرب أهلية سببها نقص المياه الناتج عن نقلها من مناطق جبلية إلى المدن الصحراوية، هذا النقص المائي هو الذي يتطلب تدخل الدولة لتنظيم الحصص وتشييد النظام في العلاقات بين المزارعين.

وتأتي نظرية الاستبداد الشرقي التي تطرق اليها مفكرون أوربيون للتعبير عن ماهية الدولة في الشرق. 

إقرأ أيضًا: بين الرئاسة والرسالة: نزارباييف وبوتفليقة

إن الجفاف الذي يعاني منه معظم البلدان في الشرق سيبقى رغم فيضانات وأمطار هنا وهناك ولكن للسيول التي جرفت الكثير من المدن الإيرانية أبعاد سياسية تلفت الأنظار ومنها اعلان الولايات المتحدة عن تضامنها مع المواطنين المتضررين مضيفة أن الولايات المتحدة كما هي دوما مستعدة لإرسال مساعدات إنسانية إلى المنكوبين في إيران. 

ويبقى السؤال فيما إذا تتوفر هناك آلية لإرسال تلك المساعدات من الصليب الأحمر الأميركي إلى إيران في ظل الحظر المفروض على إيران، اذ ان العقوبات حالت دون إرسال تلك المساعدات، فكيف تريد أمريكا إيصال تلك المساعدات؟ بطبيعة الحال ان إيران ترفض تلقي المساعدات من الولايات المتحدة إطلاقا ولكنها تطالب الولايات المتحدة برفع العوائق المصرفية لإرسال المساعدات من دول العالم إلى المنكوبين.

 وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي ان الولايات المتحدة جمدت الحساب المصرفي لمنظمة الهلال الأحمر الإيرانية ما اعاق فعلا إرسال المساعدات الإنسانية من دول العالم إلى إيران. 

هذا الوضع عبر عنه وزير الخارجية جواد ظريف بأنه إرهاب اقتصادي للولايات المتحدة استهدف المنكوبين والمتضررين من السيول في إيران. 

إقرأ أيضًا: بعد الجولان، خيبر وشيراز

تجميد الحسابات المصرفية للمنظمات المدنية الإيرانية وعلى رأسها الهلال الأحمر الإيرانية جريمة نكراء تعبر عن مدى حقد العم سام للشعب الإيراني.

وكان أبشع ما يتصور هو ان الفريق المعني بفرض العقوبات ضد إيران بوزارة الخارجية الأمريكية احتفل بعيد رأس السنة الإيرانية نوروز معربا عن تضامنه للشعب الإيراني لاقطين صورا تذكارية، تلك الصور أثارت سخرية المواطنين الإيرانيين قبل حدوث السيول وزرعت كره الولايات المتحدة في نفوسهم. 

ان حجم الأضرار المادية التي لحقت بالمنكوبين تفوق 5 مليارات من الدولار على اقل التقادير حتى الآن وهناك ايرانيون في بلاد الاغتراب يريدون إرسال المساعدات إلى ذويهم ولكنهم لا سبيل لهم في ذلك بفضل العقوبات الترامبية الخبيثة. 

ربما سيبرر الرئيس الأمريكي تجميد حساب الهلال الأحمر الإيراني بأن الاموال التي تتلقاها تلك المنظمة يتم استخدامها في المشاريع النووية والصاروخية، هكذا يفعل رئيس الولايات المتحدة في هذا الزمن الرديء من دون ان يفكر في المصادر المالية لإعادة أعمار المدن المنكوبة في إيران وقد غابت عدد منهم تحت المياه بشكل مطلق تقريبا.