بري من العراق: الازمة الاكبر في لبنان هي الوضع الاقتصادي الخطير
 

في زيارة رسمية وتلبيةً لدعوة رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، وصل أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى العراق، على ان يلتقي كبار المسؤولين العراقيين والمرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني.


وبدأت اولى زيارته، بلقاء رئيس الوزراء عادل عبد المهدي مساء امس، حيث دار الحديث حول "تطوير العلاقات والتعاون بين لبنان والعراق والتطورات في المنطقة، وبحضور عدد من الوزراء والمستشارين وعضو هيئة الرئاسة في حركة "امل" رئيس مجلس الجنوب الدكتور قبلان قبلان والسفير اللبناني في العراق علي حبحاب والسفير العراقي في لبنان علي العامري" وفق ما ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام.


ثم عقد رئيس الوزراء العراقي و بري لقاء موسعاً ضم رئيس الحكومة العراقي السابق نوري المالكي ونواب رئيس المجلس وعدداً كبيراً من الوزراء ورؤساء واعضاء الكتل النيابية والسياسية ومن مختلف التيارات والطوائف الاسلامية والمسيحية وعلماء دين ورئيس مجلس القضاء الاعلى ورئيس المحكمة الاتحادية.


وفي مستهل اللقاء، رحب عبد المهدي ببري ورجال الأعمال والمستثمرين اللبنانيين للاستفادة من الفرص الكبيرة للعمل في العراق، معتبراً أن "لبنان بلد كبير بفعله ودائرة تأثيره في العالم العربي".


قائلاً: "نرجو ان تكون زيارتكم هذه خطوة اولى في المسيرة الطويلة لتمتين العلاقات والتعاون بين بلدينا، ولبنان يستطيع ان يقدم الكثير للعراق، وكذلك يستطيع العراق ان يقدم الكثير له ايضاً".


وأشاد بـ"دور وانتاجية اللبناني على غير صعيد"، لافتاً الى ان "لبنان يتميز بالعديد من المواصفات والادوار ومنها الى جانب كفاءة اللبنانيين موقعه العلمي، والنظام المصرفي الذي يمثل درجة عالية ليس في المنطقة فحسب بل في العالم ايضاً".


وبدوره، أشاد بري "بالعلاقات التي تربط العراق ولبنان"، لافتاً إلى أن "العراق رمز كبير بوحدة شعبه وانتصاره على داعش وتجاوزه الصعاب".


وأضاف "نعول على أن يعزز العراق دوره المحوري في محيطه بما يساعد على تحقيق الاستقرار والتعاون بين دول المنطقة ويقوي الجبهة الداخلية للعراق ويعزز أمنه واستقراره".


وشكر بري عبد المهدي وقال ان "لدى لبنان عنصر قوة هو الانسان، ولعل الصناعة الوحيدة التي اتقنها اللبناني هي صناعة الانسان".


مشدداً على "وحدة العراق ارضاً وشعباً وعلى ضرورة تفعيل وتعزيز دوره الاقليمي".


وعن أسباب الزيارة، اوضح بري، "احد اهم اسباب زيارتي للعراق اولاً انها واجب قومي وديني ايضاً لأقول ان العراق يستطيع ان يلعب دوراً كبيراً على الصعيد الاقليمي، والمطلوب ان يعزز سياسة الانفتاح التي ينتهجها، وهو يستطيع ان يلعب دوراً اكبر في المصالحة حتى بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية في ايران، وبهذه السياسة يستطيع العراق ان يقوي جبهته الداخلية ودوره الخارجي ويصبح مرجعاً لا مراجعاً".


مضيفاً، "لبنان هو العراق والعراق هو لبنان، وعلينا ان نترجم ذلك بتعزيز وتطوير التعاون بيننا في المجالات كافة، وكما عبرت لدولة الرئيس عبد المهدي ان هناك اهمية للبحث في العمل على اعادة تشغيل خط كركوك طرابلس النفطي".


وتطرق بري إلى الوضع في لبنان، مؤكداً ان "الوضع الامني على احسن ما يرام، لكن الازمة الاكبر اليوم في لبنان هي الوضع الاقتصادي الخطير بغض النظر عن سلامة الوضع النقدي".


وقال: "علينا العمل بكل جد لتخفيض العجز والا فإن لبنان معرض لنتائج سلبية".


كما وأشار إلى "دور الاغتراب اللبناني في كل انحاء العالم، قائلاً: "إن اللبنانيين المقيمين والمغتربين حققوا النجاحات عندما كانوا موحدين وهم يستطيعون ان يحققوا المزيد منها بوحدتهم...".


لافتاً إلى أن "لبنان استطاع ان ينتصر على اسرائيل ليس لمرة واحدة بل لمرات ومرات"، قائلاً:  "لدينا قوة ردع في وجه العدو الاسرائيلي قادرة على التصدي له وتحقيق المزيد من الانتصارات".


وأضاف بري: "ان لإسرائيل أطماعا بمياهنا لكننا لن نتنازل عن كوب واحد من المياه كما عبرت منذ اسبوع لوزير الخارجية الاميركي، وكما استطعنا بوحدتنا ان نحقق الانتصار على اسرائيل، فإننا استطعنا ايضاً ان ننتصر على داعش والارهاب، ولولا هذه الوحدة الوطنية لكان الانتصار اصعب ان لم نقل مستحيلاً".