قد نكون بحاجة إلى السجن الذهبي أو الريتز كارلتون لوضع هؤلاء السياسيون أمراء المال والفساد السرقة واحتجازهم وتحصيل كل الاموال المنهوبة منهم وإعادتها إلى خزينة الدولة.
 

منذ إلإعلان عن معركة الحرب على الفساد يستمر  إطلاق المواقف وتحديد المهل الزمنية وإصدار المزيد من المصطلحات للقضاء على هذه الظاهرة و آخر هذه المصطلحات "المقاومة الاقتصادية".

وفي قراءة ما يجري اليوم على الساحة اللبنانية يجد اللبناني نفسه في دوامة غريبة عجيبة يريدها السياسيون والزعماء والاحزاب كأداة لتشتيت الرأي العام اللبناني عن حقيقة  ما يجري، فأجتمع السياسيون من زعماء ورؤساء ووزراء ونواب وجميع الحواشي والأزلام على قضية واحدة وهي محاربة الفساد، وأصبحت القضية في الأولويات الإعلامية وفي مقدمات التصاريح والخطب والمواقف لكل مسؤول، وحُددت المهل وانطلقت الشعارات والتسميات والمواعيد والمهل بطريقة أصبحت مدعاة للسخرية والتهكم.
 المقاومة الإقتصادية.

ويبدو أن هذه الشعارات والمواقف تأخذ طريقها في أذهان المسؤولين فيزيدون من هذه المواقف لغواً وكذباً وتملقاً وهم يعلمون علم اليقين أنها حربٌ لا تتعدى المنابر لأنهم هم المسؤولون والمتورطون والفاسدون، وهم من أوصل البلد إلى شفير الهاوية والإنهيار المالي بالسياسات الإقتصادية المتبعة التي جعلت البلد تحت رحمة المصارف وجشعها واستبدادها المالي والاقتصادي، وهم المسؤولون والمتورطون بحجم السرقة والهدر  وإقرار المشاريع والصفقات المشبوهة في مجلس الوزراء ومجلس النواب.

اقرا ايضا: تعيينات حزب الله والحرب على الفساد

منظومة متكاملة تتألف من كل مؤسسات الدولة الدستورية والإقتصادية ومن كل أركان السلطة والمنظومة الحزبية هي المسؤولة عن هذا الفساد أولا وآخرا،  وبالتالي كل ما يجري تداوله عن محاربة الفساد أو القضاء على الفساد أو ما يطلقه البعض حول "مقاومة الفساد" هو كذبٌ ولغوٌ وباطل.

 يهوّلون يومياً على الناس بالإنهيار المالي، ويشْكون للناس من الديون والفساد! وهم أنفسهم يحكمون البلد منذ سنوات، كيف دخلوا إلى مواقع الدولة؟ وكيف اصبحوا اليوم من أصحاب الثروات والمليارات؟ 

القضية الحقيقية هي بالعمل على استعادة أموال الدولة واسترجاع حقوق الدولة المنهوبة ولكن كيف؟
السؤال الذي يطرح نفسه، كيف تحاسب الدولة نفسها وكيف سيعيد هؤلاء المسؤولون أموال الدولة وهم أنفسهم السارقون والفاسدون والمتورطون.

 القضية أننا قد نكون بحاجة في لبنان إلى "السجن الذهبي" أو "الريتز كارلتون" لوضع هؤلاء السياسيين أمراء المال والفساد والسرقة واحتجازهم وتحصيل كل الاموال المنهوبة وإعادتها إلى خزينة الدولة. 
ولكن من هو هذا البطل اللبناني الذي باستطاعته أن يقوم بذلك ما دام البلد كله تحت سيطرة هؤلاء وفسادهم وجشعهم.