كشف الرئيس أمين الجميل "عن مخطط مزدوج من قبل بعض النازحين أنفسهم او بعض القوى يرمي الى توطينهم في لبنان"، وقال: "اننا نتعاطى بايجابية مع عهد الرئيس عون على رغم رفضنا التسوية التي أتت به رئيسا للجمهورية".

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الجميل في سيدني، في حضور ممثلين عن الأحزاب والتيارات اللبنانية.

افتتح اللقاء أمين السر في قسم الكتائب في سيدني ابراهيم براك الذي رحب بالحضور، مشيدا بمواقف الرئيس الجميل، المدرسة الوطنية المشرفة، شعارها الأخلاق والقيم والتضحية في خدمة لبنان".

ثم ألقى الجميل كلمة اعرب فيها "عن سروره اللقاء مع ابناء الجالية بعد سنوات طويلة من زيارته السابقة"، وقال ردا على سؤال حول اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بالجولان ارضا اسرائيلية ومخاطر ذلك على لبنان خصوصا ان مزارع شبعا لا زالت محتلة؟: "ان موقفنا واضح، والحقيقة ان المواقف التي اتخذها الرئيس ترامب تتناقض مع الحق ومسار التاريخ، ابتداء من نقل السفارة الاميركية الى القدس على انها عاصمة لإسرائيل"، مشيرا الى "ان هذا يتناقض مع القانون الدولي وقرار الامم المتحدة ومجلس الأمن ومسار المفاوضات من اجل السلام"، معتبرا "ان هذا العمل الفردي لا يسهل عملية السلام في المنطقة اطلاقا".

وعن قضية الجولان، قال: "نحن علينا ان نعترف بالحقيقة بغض النظر عن موقفنا وعلاقتنا مع الدولة السورية، ونحن كنا وما زلنا نناضل من اجل الحق، لذلك نقول بان الجولان أرض سورية ولأننا نواجه أيضا مشكلة متعلقة بالحدود البحرية والبرية اللبنانية التي هناك نزاع حولها وهناك قرارات دولية تؤكد أحقية لبنان بهذه الأراضي ان هذ المنحى الاميركي قد يمتد الى لبنان حيث يظهر موقف أميركي يعتبر تلك الأراضي إسرائيلية. وهذا امر مخيف، وهو لا يخدم مسيرة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط الذي لا يتحقق الا باحترام القرارات والمواثيق الدولية وحقوق الدول ومشاعر شعوبها".

أضاف: "بقدر ما نعتبر انه تربطنا صداقة مع الولايات المتحدة فنحن لا نضحي بالحقيقة ولا نفرط بأي حق من حقوقنا من أجل أي شيء ولا نوافق على أي تدبير دولي على حساب الحق اللبناني".

وعن الوضع الاقتصادي المقلق في لبنان والعقوبات التي قد يواجها قال الجميل: "ان لبنان غير معني بالعقوبات مباشرة لكنه للأسف يدفع الثمن بالمواربة".

وأمل في "ان تتجنب العقوبات صلب الاقتصاد اللبناني وان لا تدخل الى عمق المصلحة اللبنانية العليا، لذلك لا شك ان هناك محاذير وخطر وهناك بالمقابل مساع لبنانية ونحن نشكل جزءا من هذه المساعي لتفادي العقوبات كي لا تؤثر على الليرة اللبنانية والاقتصاد".

وعن النازحين، قال: "ان اول من عول على المبادرة الروسية بما يتعلق بالنازحين هو رئيس حزب الكتائب سامي الجميل بزيارته الى موسكو منذ أكثر من عام حيث طالب بمبادرة لحل الأزمة وكانت هناك وعود في ذلك الوقت متعلقة بهذا الشأن والوضع كان أسهل للحل في حينها ولكن عندما عاد سامي الجميل الى لبنان وطرح الامر واجه الاستخفاف بهذا الطرح وبعد سنتين ونصف جاء طرح مماثل من قبل الحكومة اللبنانية لحل الأزمة لكن كان قد تجاوزه الزمن وتشعبت الأمور أكثر".

وأكد "ان موضوع النازحين خطير جدا ومن المفترض ان تعالج الدولة اللبنانية هذه الأزمة باي ثمن لان لبنان ليس قادرا على تحمل هذا العدد من النازحين الذي وصل الى حوالي مليون ونصف نازح".

وكشف عن "مخطط مزدوج من قبل بعض النازحين أنفسهم او بعض المراجع الخارجية التي لها مصالح من الامر بتوطين النازحين في لبنان حيث ان المساعدات تأتي بشكل رسمي احيانا وأخرى بواسطة المؤسسات الخيرية التي لا تبغي الربح والهدف منها التوطين وليس المساعدة، فنحن نتفهم بان النازحين يحتاجون للمأكل والشرب والتعليم والطبابة وعلى المجتمع الدولي ان يهتم بهذه الأمور لكن عندما تأتي مساعدات تفوق هذا الهدف كمساعدات اقتصادية لاستقرار النازح في لبنان، هذا يطرح تساؤلات حيث ان الأموال السخية تحمل رائحة التوطين".

وأوضح "ان المساعدة الإنسانية من واجبنا ولبنان بلد مضياف لكن عندما يتحول الامر الى توجيه أموال من اجل شراء الشقق السكنية والمتاجر والمعامل، هنا تبدأ مخاوفنا واعتراضنا على هذا المنحى الخطير جدا".

وعن الكتائب بين الأمس واليوم، قال: "انني مطمئن كون رئيس حزب الكتائب سامي الجميل يسير على الخط الرسولي للحزب الذي هو الضمان لديمومة الحزب والاوكسيجين الذي يتنفس من خلاله. وهذا الخط يكبر ويصغر لكنه يجسد إرادة الشعب اللبناني، وبالنسبة للبعض الذين لديهم طموحات خاصة لا تلتئم مع الخط الرسولي الخاص بالكتائب اذكركم انه في السابق شهدنا أمورا كهذه بعهد الرئيس المؤسس الشيخ بيار الجميل عندما وجد بعض المنتسبين ان مصالحهم الخاصة لن تتحقق انسحبوا وهذا أمر طبيعي ويحصل اليوم وقد يحصل في أي يوم"، مشددا "ان الحزب اليوم على الخط السليم الذي حفظ حزب الكتائب بالرغم من كل الصعوبات ومحاولات اضعاف وانهاء دوره".

وعن رأيه بعهد الرئيس ميشال عون اجاب الجميل: "ان الكتائب رفضت التسوية التي أتت بالرئيس عون لأنها تسوية مصالح مبنية على عدم وضوح بالرؤية والاستراتيجية. ولم يخطئ الحزب بهذا التقويم"، مؤكدا "ان اليوم يوجد مسار عهد جديد نعترف به ونتعاطى معه بإيجابية".

وأشار الى "ان القضايا الأساسية لم يتم حلها بعد، ويتم التحدث الان عن قضية النازحين والاقتصاد الا ان هناك قضايا لا يتم الكلام عنها كقضية إعادة تفعيل الادارة اللبنانية من أجل الحوكمة الرشيدة. وهي شروط أي عملية انقاذ إنمائية واقتصادية ومالية. اين مثلا فعالية مؤسسات منها المجلس التأديبي والتفتيش المركزي والخدمة المدنية وديوان المحاسبة؟".

اما بالنسبة للتحقيق بقضية اغتيال نجله الوزير والنائب الشهيد بيار أكد الجميل: "انه لا يوجد حتى الآن أي خيط يدلنا على الحقيقة".

وختم ردا على سؤال عن المذهبية والطائفية وتأثيرهما على قيام الدولة العادلة وتقوية لبنان ووحدة شعبه، اعتبر الرئيس الجميل "ان الكتائب ومنذ انطلاقتها تبنت المصلحة الوطنية العليا، وناضلت من أجل تعزيز مفهوم المواطنة اللبنانية على حساب المنطق المذهبي والطائفي والإقطاعي السائد. وذكر بشعار مؤسس حزب الكتائب الشيخ بيار الجميل الشهير "أردنا لبنان وطنا لا كنيسة ولا جامعا".