الدعوة إلى مقاومة إقتصادية من الشعب اللبناني، هو مرادف دقيق للقول أيها الشعب اللبناني العظيم لقد فشلنا بكل ما وعدناكم به وورطناكم بخيارات أوصلتكم لما أنت فيه
 

يتميز الأداء السياسي للتيار العوني بالابداع المتجدد والابتكار وإطلاق الشعارات الرنانة من دون أي نتائج ايجابية تذكر على مستوى التقدم وتحسين الأوضاع، بل على العكس منه تمامًا فكلما زادت الأمور تعقيدًا والحياة في لبنان تقهقر والوضع الإجتماعي والإقتصادي إنحدارًا كلما زادت الشعارات الخطابية عند هذا التيار بريقًا ولمعانًا.. وسيكتب التاريخ يومًا ما مرور ظاهرة صوتية على لبنان إسمها التيار العوني سبقت الانهيار الكبير. 

فمن "حرب التحرير" (1989) و "حرب الالغاء" (1990)، التين لم ينتجا لا تحرير ولا الغاء مرورًا بحرب الاصلاح والتغيير الذين انتهيا بتسوية رئاسية من دون لا إصلاح ولا تغيير،، وصولًا إلى الحرب على الفساد (ووزارتها) وحقوق المسيحيين، والكهربا 24/24 وليس انتهاءًا بعودة اللاجئين (بعد إعمار سوريا) يطالعنا الرئيس عون بشعار جديد أطلقه منذ أيام اصطلح عليه "المقاومة الإقتصادية" وهو ذروة ابداع الفكر العوني. 

إقرأ أيضًا: حزب الله يهرب الى لبنان!

الطفل اللبناني يعرف أن ما نعاني منه بالخصوص على المستوى الإقتصادي ليس هو نتيجة قلة الموارد  ولا هو بسبب "حصار من نوع ما،، وإنما السبب الأول والأخير هو كثرة اللصوص وسوء الإدارة المتحكمة بالبلاد والعباد.

الدعوة إلى "مقاومة إقتصادية" من الشعب اللبناني، هو مرادف دقيق للقول "أيها الشعب اللبناني" العظيم "لقد فشلنا بكل ما وعدناكم به وورطناكم بخيارات أوصلتكم لما أنت فيه، وبالتالي فليس أمامكم الا "الشحار والتعتير" على بلادكم، وكل والمطلوب منكم الآن هو المزيد من التحمل والصبر على الفقر والإنهيار الاقتصادي القادم تحت مسمى "المقاومة الاقتصادية". 

عندما كان هناك إحتلالًا إسرائيليًا لأراضي لبنانية، كانت "المقاومة" هي الحل والاحتلال إلى زوال.. والآن إذا كان لا بد من "مقاومة" فهي حتما يجب أن تكون بوجه المحتل الداخلي والمتمثل بهذه الطبقة السياسية التي اثبتت أنها أخطر بما لا يقاس من المحتل الخارجي، فهل سيعي اللبنانيون يومًا أن الحل الوحيد هو بزوالها أيضًا؟! أشك.