في يوم الأرض تبقى فلسطين القضية ولكنها القضية التي أصبحت ضحية الممانعين قبل غيرهم
 

يوم الأرض الفلسطيني هو يوم وطني تحييه الشعوب العربية بشكلٍ عام والشعب الفلسطيني بشكلٍ خاص في الثلاثين من آذار من كلِ سنة، وتَعود أحداثه لآذار ١٩٧٦ بعد أن قامت سّلطات الاحتلال بمصادرة أراضٍ ذات ملكيّة خاصّة وأخرى في نطاق حدود مناطق ذات أغلبيّة سكانيّة فلسطينيّة، وقد عم اضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب وأندلعت مواجهات أسفرت عن سقوط ستة شهداء فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات.

يعتبر يوم الأرض حدثاً محورياً في الصراع على الأرض وفي علاقة المواطنين العرب بالجسم السياسي الصهيوني حيث أن هذه هي المرة الأولى التي يُنظم فيها العرب في فلسطين منذ عام ١٩٤٨ احتجاجات رداً على السياسات الاستيطانية بصفة جماعية وطنية فلسطينية.

إقرأ أيضًا: غزة تحت نيران الإنتخابات الإسرائيلية

أتت النكبة وتشكلت القوات الشعبية لمواجهة الهجمة الصهيونية على فلسطين، من ثم كانت النكسة الأولى سنة ١٩٦٧ وانكسرت الجيوش العربية وانكسر معها حلم استعادة الأراضي المحتلة لا بل توسع الاحتلال ليشمل العديد من المناطق الفلسطينية.

منذ ذلك الحين تشكلت المقاومات بعد فقدان الامل بالانظمة التي منها من طبع بشكل مباشر مع العدو الإسرائيلي ومنها من أنتج علاقات غير مباشرة ولكن البارز والمضحك المبكي أن بعض الانظمة التي سمّت نفسها بالممانِعة لم تطلق حتى طلقة واحدة على جبهاتها مع العدو.

في عام ١٩٩٥ أصدر الكونغرس قانون سفارة القدس الذي أعلن بيان السياسة بأنه ينبغي "الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل"، كما نصّ مشروع القانون على أن السفارة الأمريكية يجب أن تنتقل إلى القدس خلال خمس سنوات.

إقرأ أيضًا: الفاروق كتب البداية وابو ليلى يكتب النهاية عُمَر ٌ يعيد أمجاد فلسطين

ومنذ ذلك الحين، وقع كلُّ رئيس أمريكي تنازلاً لمدة ستة أشهر، ممّا أدّى إلى تأخير هذه الخطوة، وفي السادس من ديسمبر ٢٠١٧ اعترفت إدارة الرئيس دونالد ترامب رسميًّا بالقدس عاصمة لاسرائيل، كما اعلن ترامب أن وزارة الخارجية ستبدأ عملية بناء سفارة أمريكية جديدة في القدس، لم يلاق هذا الاعلان أي ردة فعل حكومية عربية واختصر الشارع الشعبي العربي اعتراضه ببعض الصيحات بوجه ترامب.

منذ النكبة الأولى حتى اليوم وبعد كل تلك المراحل مروراً بالانكسارات العربية وصولاً الى القرارات الاحادية التي تتخذها الادارات المتعاقبة للولايات المتحدة الأميركية واجنداتها في المنطقة لا نرى سوى تهاوٍ لمصدقاية الانظمة الممانعة وسقوط لاقنعتها وتبقى فلسطين وشعبها يرزحان بين المطرقة والسندان.