أمّا النظام السوري فهو ضعيف جدًّا، ليقوم برد فعل خارج حدود اللفظيّ
 
إنتظر العالم العربي والإسلاميّ بشكلٍ عامّ وما يُسمّى بالمُمانعة بشكلٍ خاصّ إنتفاضة عربيّة وإسلاميّة على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بضمّ الجولان إلى دولة العدو الصهيوني، غير أنّنا نرى إمعانًا في التكبّر من الكيان الصهيوني من خلال قصفه أكثر الأراضي العربيّة مُمانعة بكلّ برودة أعصاب على قاعدة "لا مين شاف، ولا مين دري".
 
أغار يوم أمس العدو الإسرائيلي، على الأراضي العربيّة التي هي على تماسٍ مع إيران ليوصل رسالة لها أنّه دراية تامّة بأنّ العالم العربي والإسلامي في ثباتٍ عميقٍ كما يعني أنّ قرار ضمّ الجولان هو غير صعب ولن يُكلّف الكثير، لاسيّما وأنّه يعي جيّدًا أنّه لن يكون هُناك أيّ ردّة فعل.
 
تحاول المُمانعة أن تمتصّ القرار الإسرائيلي بالصمت والسكوت، خصوصًا وأنّ الواقع قد أثبت من هو المُنتصر ومن يدّعي النصر.
 
 
إستطاع حزب الله قبل عقد من الزمن، وبخاصّة خلال حرب تموز 2006 ضدّ إسرائيل، أنّ يُروّج لنفسه ومن يقف خلفه من دول كالنظامين الإيراني والسوري وبعض التيّارات السياسيّة أنّهم هم محور المقاومة والمُمانعة في المنطقة، ووصل الأمر إلى حدّ التخوين لكلّ من يُشكّك في عروبة حزب الله وأنّه خنجر في خاصرة الأمّة العربيّة.
 
 ومن ناحية إعلان سيادة إسرائيل على الجولان المحتلّ، سوف يمرّ كما مرَّ إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.
 
ونقلت بعض وسائل الإعلام الأميركيّة، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، أنّ مستشاري ترامب شجّعوه على الإعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان من منطلق أنّ ردود الفعل التي أثارها قرار الإعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال كانت أقل كثيرًا ممّا توقعوه. كما أن التنسيق الأمني بين إسرائيل وحلفاء الولايات المتحدة في الخليج ضد إيران لم يتأثر بقرار نقل السفارة الأميركيّة إلى القدس، ولا يوجد سبب لتوقع عاصفة أشرس في موضوع الجولان.
 
 أمّا النظام السوري فهو ضعيف جدًّا، ليقوم برد فعل خارج حدود اللفظيّ، وهو رهينة لحسابات روسيا في المنطقة، ومن ثمّ، فإنّه يستبعد أن يسعى للردّ على إسرائيل عسكريًّا، على الأقل في المرحلة الراهنة، والأمر نفسه ينطبق على إيران وحلفائها.