صدر عن النائبة بولا يعقوبيان البيان الآتي:

"بعدما تقدمت انطلاقا من واجباتي النيابية، بمجموعة تساؤلات وملاحظات حول صفقة مريبة، بين شركة تجارية ووزير، تم رجمي كالعادة بسيل من الشتائم والتهجمات والتهديدات، من قبل الجيوش الإلكترونية المعروفة بسوء سيرتها، ورداءة سريرة القيمين عليها. لكن المفاجاة المستحدثة، هو المؤتمر الصحافي لمدير شركة "بوتك" السيد نزار يونس. علما الا معرفة شخصية لي به، ولا عداوة او حتى مشكلة عابرة بيني وبينه.

الغريب انه في مؤتمر صحافي يفترض ان يدفع خلاله الشبهات عن شركته، قدم السيد يونس طرحا سياسيا يصلح ان يكون بيانا انتخابيا لحزب ذكوري نازي، تفوح منه رائحة الاستبداد والافتراء وهتك الأعراض، بغلاف علماني باهت ومضحك.

فالسيد يونس، وفي معرض استماتته للدفاع عن الصفقة المريبة، أراد بخفة لا تخلو من الوضاعة الأخلاقية، المفعمة بذكورية مرضية، ان يوحي بعلاقة بيني وبين النائب السابق وديع عقل، الذي تعرفت عليه بعد مغادرته الندوة البرلمانية وكان بالنسبة لي مدرسة بالسياسة وابا، رأيت فيه تواضع الكبار، وقد انهك السرطان جسمه، من دون ان ينال من عزيمته او اخلاقه التي لا يفهمها اصحاب الصفقات والسماسرة وتجار هتك الأعراض.

ولم تنته ذكورية السيد يونس عند هذا المستوى المنحدر، بل تجاوز نفسه عندما تحدث عن الهاب شهيتي، ليصل الى الدرك الأسفل مع إشارته الى حفظ "جسدي الطاهر"، بطريقة سوقية يترفع عن ذكرها زعران الشوارع.

ولو أردت ان أقف على المغالطات والإسفاف الذي تضمنه المؤتمر، والأصح البيان الانتخابي، لبدأت وما انتهيت. لكن اكثر ما يرعب في افترائه هو اتهام الحراك الشعبي، وأشدد الحراك الشعبي، الذي تناول الفساد في ملف النفايات، بأنه تحول الى فزاعة بيد مافيات الفساد. وهذا ادعاء لم يسبقه اليه هتلر في تعاطيه مع الناس ولا بلغه جمال باشا السفاح خلال بطشه بالفقراء وأصحاب المطالب.

ولو أردت ان أجمل، يمكن القول ان السيد يونس ضمن بيانه الانتخابي كل شيء، من الحديث عن تاريخه الطالبي، الى نضاله السياسي الى سرديات مطولة حول الايديولوجيا العلمانية التي تتبناها شركته التجارية! وصولا الى التاريخ المالي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي للشركة، مرورا بآرائه الشخصية بالمجتمعين السياسي والمدني، وتصنيفه للناس، وتشريحي شخصيا بسكين التاجر السياسي، الذي تقمصه، وصولا الى تقديم اعلان ترويجي لكتابه الميمون "جمهوريتي".

نعم لقد تضمن بيان المسلخ السياسي الانتخابي للسيد يونس كل ما تقدم وأكثر. ولكنه نسي الإجابة عن امر واحد فقط، هو سؤالي عن الصفقة بين شركته والوزير. وما زلت انتظر الجواب.

والدكتور يونس لم يخبر الرأي العام ايضا من هي الجهة التي أتهمني بالسمسرة لصالحها؟ إلا اذا كنت أعمل سرا لصالح منظمة "غرين بيس" وبات حض الناس على الفرز من المصدر ضربا من ضروب السمسرة!!

أشعر بالأسف لتمييع الدكتور يونس القضايا التي تعنى بمصالح الناس وصحتهم بهذا الشكل. صدقت: لم يعد جائزا السكوت عن الغوغائية كما قلت، ولهذا تقدمت بدعوى قدح وذم وافتراء وتهديد.

اخيرا، تذكير بسيط للسيد يونس وشركائه، منذ ان عقدت العزم على مواجهة الفساد ومافياته في السلطة، استعديت وتحصنت نفسيا، بوجه كل عمليات الترغيب والترهيب. لذلك لن ترعبني مسرحية المليون الدولار التي حاول من خلالها ترهيبي، والمتاجرة الرخيصة بها عبر استدرار عطف الناس باعلان توزيع المبلغ على المدرسة اللبنانية للضرير والأصم. فأنت تملك من الملايين من مال اللبنانيين ما يتيح لك ان توزع مليونا اضافيا لو كنت صادقا في ادعائك.

علما ان اللبناني بات يحسد الضرير والأصم لانه لا يرى ويسمع بالصفقات القاتلة، التي تعبر اليوم فوق صحته، وغدا فوق جثته".