يتطلّع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى تحويل متحف آيا صوفيا إلى مسجد، معتبرًا أنّ هذه الخطوة هي مطلب الشعب التركي والعالم الإسلامي منذ سنوات.
 
أعلن أردوغان، يوم أمس الأربعاء، أنّ الوقت حان لإعادة تسمية صرح آيا صوفيا في إسطنبول بـِ "مسجد آيا صوفيا"، مؤكِّدًا أنّ تحويله متحفًا كان "خطأ كبير جدًا". وخلال تصريحٍ له لـِ تلفزيون "الخبر" التركي، قال:"آيا صوفيا لن تُسمّى متحفًا، سيتمّ تجريدها من هذا الوضع، سوف نسمّي آيا صوفيا مسجدًا"، مُضيفًا أنّ "الذين سيأتون إلى آيا صوفيا سيزورون مسجد آيا صوفيا".
 
يعملُ أردوغان من خلال هذه الخطوة، إلى جذب أصوات الناخبين، عبر خطوات عدّة  لدعم صورة حزبه الحاكم "العدالة والتنمية" في الإنتخابات البلديّة المُقرّرة في 31 آذار الحالي، خاصّة في أوساط مؤيّديه.
 
قبل إحتدام المنافسات الإنتخابيّة، إتّخذ الرئيس التركي هذه الخطوة للعب على وتر الصرح التاريخي الأبرز في إسطنبول، من أجل كسب أصوات المدينة الهامّة.
 
 
كما وأنّه تمّ التطرّق إلى وضع آيا صوفيا بعد الإعتداء الذي طال مسجدين في نيوزيلندا، في الخامس عشر من آذار ونفّذه متطرّف يميني وأدّى إلى مقتل 50 شخصًا، لاسيّما وأنّ أردوغان عبّر عن إستيائه من عدم تصنيف العالم قاتل المسلمين في نيوزيلندا "بالمسيحي الإرهابي"، طالباً بإدراج مصطلح "اإرهاب المسيحي".
 
وبعد التهديدات التي أطلقها السفاح ضدّ تركيا ومآذن إسطنبول و"آيا صوفيا" بشكل خاصّ، نظّم عشرات آلاف الأتراك حملة ضخمة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، تُطالبُ بإعادة فتح متحف آيا صوفيا للصلاة بشكلٍ منتظم، ردّاً على مجزرة نيوزيلندا.
 
وأثارت هذه الخطوة غضب الأوروبيّين، خصوصًا اليونان التي حذرت مراراً من خطورة هذه الخطوة التي إعتبرتها تركيا شأناً داخليًّا لا يحقّ لأيّ دولة التدخل فيه، لكنّها تجنّبت على مدى العقود الماضية استفزاز الغرب.
 
ولا شكّ أنّ مثل هذه الخطوة سوف توتّر العلاقات السياسيّة والإقتصاديّة بين  تركيا والدول الأوروبيّة بشكل غير مسبوق ربما يصل إلى تدهور تاريخي في العلاقات.
 
وتّعتبرُ كنيسة  "آيا صوفيا" تحفة هندسيّة، ويعود بنائها إلى القرن السادس الميلادي، وبعد فتح القسطنطينيّة على أيدي العثمانيين عام 1453، تحوّلت الكنيسة إلى مسجد في القرن الخامس عشر، وأهمِل الموقع خلال حكم مؤسّس تركيا الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك، قبل أن يتحوّل متحفًا.