إنه هو المشروع العربي والإسلامي ذئاب على بعضهم البعض يأكلون بعضهم بعضاً ويبكون بعضهم بعضاً، ويكفرون بعضهم بعضاً.
 

قرأت خبراً قديماً غير بعيد، وربما ما زال هكذا إلى يومنا وسيبقى مستمراً ما دامت مصالح وسياسات الدول الكبرى والدول العظمى قائمة على البقاء من أجل تأمين الهيمنة والسيطرة والحفاظ على بقائها واستمراريتها، وهذا الخبر قرأته من مقالٍ في مجلة الكشكول العدد ـ 117 ـ سنة /2011/ ... (من انَّ روسيا قد تسلَّمت من إسرائيل عدداً من طائرات بدون طيَّار، في أول (وليس آخر) طلبية من نوعها لتعزيز قواتها الجوية، وأنَّ روسيا قد دفعت ثمناً لهذه الصفقة بما يقارب الخمسين مليون دولار، وأنَّ هذه الصفقة كانت جزءاً من مبادلة وافقت موسكو بموجبها على تجميد خطط لبيع إيران نظماً صاروخية دفاعية من طراز أس 300....). 

هكذا هي اللعبة والسياسة في عالمنا، فهذه هي مصالح الدول التي تتقاطع مصالحها وسياستها ولو كانت على حساب العرب والمسلمين، فهذه فلسطين وعلى لسان أهلها المقهورين والمشردين (فلسطين راحت)، والعراق هو عراك وتمزيق وقتل ونهب وأهله يرددون باللكنة العراقية (العراق هم راح)، وتحوَّلت بلاد الرافدين مستنقعاً للجماعات الأصولية والإرهابية والإنتحارية، وتحولت التيارات إلى مجموعة لصوص نهبوا كل الخيرات ولم يبق إلا مشروع البكاء على الأطلال الماضية والحاضرة والمشاية الحافيات في الشوراع واللطم والصراخ، وتحولت إلى أكوام من الدمار وتقسيمه إلى دويلات مذهبية وطائفية..

إقرأ أيضًا: 13 رجب أمره صعبٌ مستصعب

وهذه سوريا تحولت إلى صراع لا ينتهي فالبائع والمشتري يتقاطع عليها، وهذا لبنان وعلى لسان أهله من الكهل إلى الصغير (لبنان عم يروح) وفي الواقع عندما نتحدث عن لبنان الذي يشبه مسرحية هزلية.

أما اليمن الحبيب يكفي أنه يأكل في الصباح ما يجنيه في الليل.. وأما البلد الكبير السودان فهو يعيش في وضعٍ مأساويٍ وتحول إلى ساحة صراع وفي الوقت عينه هو القادر على إطعام العالم العربي والإسلامي من خيرات أرضه.

وهكذا إن نظرت إلى ليبيا ومصر وكل دول العالم العربي والإسلامي ما هو إلاَّ بكاء وصراخ ودماء وتهجير وفقر ومرض وإفلاس وديون وتعبئة مصارف تلك الدول الكبرى والمصارف الأجنبية العظمى بالأرقام العجيبة والمذهلة، إنه هو المشروع العربي والإسلامي ذئاب على بعضهم البعض يأكلون بعضهم بعضاً ويبكون بعضهم بعضاً، ويكفرون بعضهم بعضاً ويلطمون صدورهم ويضربون رؤوسهم، والموت للدول المستعمرة.. لا يسعنا في الكلمات إلا أن نذكر عاداتهم المتوارثة وأشعارهم الليلية والقمرية ما قبل عنترة وما بعده (عفت الديار وباقي الأطلال)..

وما زلنا نقف عند جدراننا الخربة والمنخورة، فهما حاولنا أن نتقدم نسترجع ماضينا ونستذكر عناترنا وقصائدنا كما قال الشريف الرضي الذي توفاه الله عام(1015م)...

قال: ولقد مررت على ديارهم /وطلولها بيد البلى نهب/.