بموازاة المسار القضائي لأزمة نفايات الكوستابرافا، كانت المفاوضات على قدم وساق بهدف التوصل إلى حلول قابلة للتطبيق تساهم في رفع أضرار الأزمة عن المواطنين وتؤدي ولو تدريجياً إلى المعالجة الفاعلة للنفايات "من المصدر إلى المطمر". وقد أدت المفاوضات مع المتعهد "شركة العرب للتجارة والمقاولات" إلى النتائج التالية:
أولا: توقيع مذكرة التفاهم على وضع خطة تطبيقية لمعالجة النفايات ترتكز على الفرز من المصدر كأساس علمي للمعالجة الكاملة للنفايات لاعتمادها من المعنيين بالملف.
ثانيا: مساهمة الشركة المذكورة في تمويل إعداد الدراسة التي تولت تنفيذها جمعية التنمية البشرية والاقتصادية – متحدون من أجل لبنان والتي تضم أخصائيين في معالجة النفايات الصلبة وفقاً لأعلى للمعايير البيئية المعتمدة عالمياً، وذلك بالاشتراك مع أهم المعاهد الجامعية والبحثية وأهل الاختصاص من المجتمع المدني.
ثالثا: اعتماد مبدأ الشفافية والعلنية بشكل كامل في إطلاع الرأي العام على تطور أعمال الدراسة وكافة الموارد المادية المخصصة لها.
يذكر أنه من النتائج المهمة التي تحققت في الفترة الأخيرة، استجابة لما أثارته الدعاوى القضائية من مطالب بهذا الشأن، التالي:
1. للمرة الأولى، وصل أنابيب الغاز وتشغيل دورة الغاز الناتج عن طمر النفايات، حيث دخل "فلير" اللهب حيز التطبيق.
2. تشغيل محطة تكرير عصارة النفايات ولو جزئياً.
3. إقرار تنفيذ معمل "الكومبوست" مع الموازنات اللازمة.
4. إقرار تأهيل وتطوير معامل الفرز وإقرار موازنة 25 مليون دولار لذلك، حيث ما زال "متحدون" متحفظاً على مكان المعامل المقرر، الأمر الذي سيخضع لمفاوضات قادمة.
إن مصير الدعاوى القضائية سيتقرر وفقاً لمستوى التعاون بين الفرقاء المعنيين بها، مع التأكيد على التعامل بمنتهى الإيجابية مع الملف للوصول إلى خواتيم ترضي اللبنانيين، من باب السعي إلى "إضاءة شمعة أفضل من لعن الظلام فحسب" وخصوصاً في ظل حاجة الناس الملحة إلى إيجاد الحلول لأزماتهم بعدما بات الجميع على اطلاع على ماهية المشاكل الحاصلة.