لا ينقصنا مزيداً من الهوبرة في الجنوب، والمزيد من الاستعراضات الفارغة، فالثنائية الشيعية ليست مُقصّرة أبداً في هذا المجال،
 

لو أنّ النائبة السيدة بولا يعقوبيان صرّحت بما تُضمره من عاطفة نبيلة اتجاه زميلها "المظلوم" نواف الموسوي، وما تختزنه من مشاعر واحاسيس وطنية اتجاه سيد المقاومة في مسقط رأسه "البازورية"، وسائر المقاومين، مع اعتزازها بعدم مشاركة وزير الخارجية الأميركية في عشاء دارة آل معوض. نقول لو أنّها صرّحت بكل هذا تحت قبّة البرلمان، أو من خلال ندوة تلفزيونية، أو مقابلة صحفية لكان الأمر طبيعياً جدّاً، ولما أُخذ عليها أي مأخذ، فهي نائبة عن الأمّة جمعاء، ولها ملء الحقّ في إعلان مواقفها السياسية، والتعبير عن مشاعرها الجياشة اتجاه حزب الله والمقاومة، واتجاه أي زميل من زملائها يتعرض للاضطهاد والحطّ من قدره. إلاّ أنّه يبقى لنا رأيٌ آخر، فقد استفزّتنا تصريحات النائبة يعقوبيان خلال جولتها في الجنوب "المقاوم"، فقد ساد التناقض الفاضح في دعوتها الناس للانتخابات البرلمانية الحُرّة والتعبير عن إرادتهم بالتغيير والثورة على السائد، واعتبارها في ذات الوقت أنّ النائب نواف الموسوي يُمثّل الأمة والشعب اللبناني الجنوبي الذي اختاره بملء إرادته ووعيه، لهذا يجب فكّ أسر السيد الموسوي ليعود للندوة البرلمانية ويجلس بقرب النائبة يعقوبيان جنباً إلى جنب كي يتمكّنا من مكافحة الفساد على أكمل وجه.

 

إقرأ أيضًا: حُكّأم لبنان: (سمّاعون للكذب أكّالون للسُّحت)

 

أمّا ما علق في أذهان الجنوبيين التّواقين للخروج من قبضة الثنائية الشيعية "الحديدية"، هو أنّه وللأسف الشديد، لا ينقصنا مزيداً من "الهوبرة" في الجنوب، والمزيد من  الاستعراضات "الفارغة"، فالثنائية الشيعية ليست "مُقصّرة" أبداً في هذا المجال، وهي لذلك تنشر نوابها ووزرائها وقادتها الحزبيين والأمنيّين في طول البلاد وعرضها، صحيحٌ أن يعقوبيان لم تُقدم لهذه الثنائية شيئاً إضافيّاً تفتقر له، إلاّ أنّها وللأسف، تركت أثراً سيّئاً عند مناصريها ومُؤيديها والمتحمسين لانتفاضتها ضد الفساد وضد الطبقة السياسية الحاكمة والقوى المساندة لها.

 

قديماً قيل: زُخرُف الكلام لا يُثبت زلل الأقدام.