إن الحلم اليهودي للعودة إلى الجزيرة ربما يتحقق عبر تجزئة الجزيرة العربية إلى دويلات جديدة على غرار السودان الجنوبي حتى لا تبق دولة قوية في العالم الإسلامي.
 

المفكر السني الإيراني الراحل عبد الرحمن فرامرزي (ت 1952) كان لديه مقولة شهيرة بأن النزعة الإسرائيلية لن تقف عند حد وسوف تصل لحد تطالب معها بضم مدينة شيراز إلى الكيان الصهيوني مبررًا ذلك بقصائد حافظ الشيرازي (ت القرن الرابع عشر الميلادي) الذي يعتبر شيراز مملكة النبي سليمان وبما أن اليهود يعتبرون أنفسهم الورثة الحصريين للنبي سليمان فإنهم يرثون مملكته. 

هذا الكلام يعود إلى ما قبل 47 عامًا تقريبًا وكان حينها أشبه إلى الهزل منه بالحقيقة.

إقرأ أيضًا: بين الرئاسة والرسالة: نزارباييف وبوتفليقة

ولكن اليوم أثبت التاريخ أن التوسعية الاسرائيلية لن تقف عند حد. فإن كلا من القدس، ثم الجولان ومن بعده مزارع شبعا بالرغم من أن الاخيرتين لا صلة لهما باليهود هي أهداف مرحلية وليست نهائية بل إن النزعة التوسعية الصهيونية تتعدى الحدود القطرية بفضل جهود الرئيس ترامب.  

إن ترامب أصبح في موقع يسمح له بمسح خارطة العالم وإعادة تحديد الحدود من جديد وفق رغبة صهره جارد كوشنر اليهودي ورئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو.

 وبناء عليه فإن مناطق التواجد التاريخي لليهود في بلاد العرب معرضة لاطماع الصهاينة ومن خلفهم.

إن اليهود وجدوا قبل الإسلام في الجزيرة العربية في يثرب وخيبر وقبائلهم مشهورة كبني قينقاع وبني نضير وبني قريظة.

إقرأ أيضًا: إيران والجولان بعد قرار ترامب

إن الحلم اليهودي للعودة إلى الجزيرة ربما يتحقق عبر تجزئة الجزيرة العربية إلى دويلات جديدة على غرار السودان الجنوبي حتى لا تبق دولة قوية في العالم الإسلامي. فإن إيران تترنح تحت العقوبات ومصر تعيش انقسامًا حادًا بين القوى السياسية وتركيا لا زالت تعاني من انقلاب أميركي فاشل لجماعة غولن وموجة الاعتقالات تستمر. 

في تلك الأجواء تتقدم الوقاحة الترامبية لتسلب ما تبقى للمسلمين من الثروات والممتلكات ويبدو أن المسلمين والعرب منهم خاصة بقوا في موقع المتفرج الذي لا يقدر على التعبير عن أفكاره فكيف على تغيير الواقع.