أشارت المصادر إلى أن الزوار الأميركيين وآخرهم وزير الخارجية مايك بومبيو أبلغ المسؤولين اللبنانيين عزمهم انهاء ترسيم الحدود اللبنانية جنوبًا وشمالًا.
 

في اللحظة التي كان فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوقع وثيقة اعتراف بلاده بالسيادة الاسرائيلية على الجولان وإلى ‏جانبه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو الذي تلقى الهدية الثمينة قبيل الإنتخابات الإسرائيلية ‏في نيسان المقبل توقعت مصادر لبنانية متابعة، أن تتناول المحادثات بين الرئيس ميشال عون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الى جانب ملف النازحين السوريين ارتدادات القرار الأميركي حول الجولان على الأوضاع في لبنان، فضلًا عن المشاركة الروسية في استخراج الغاز والنفط من بر لبنان وبحره.

واعتبرت المصادر أن وصف مجلة لو بوان الفرنسية قرار ترمب حول الجولان بـ  الهدية المسمومة لنتنياهو غير واقعي، واعتبرت العكس من ذلك حيث رأت في ذلك القرار صفعة لكل من روسيا وسورية وايران.

وفيما ملف الجولان على الطاولة، بدأت التساؤلات عن الضحية التالية بعد القدس والجولان على مذبح طموحات الرئيس الأميركي لولاية رئاسية ثانية لا يرى سبيلا لتحقيقها من دون تقديم الأضاحي عربونًا للوبي اليهودي في أميركا ومن ورائه اسرائيل.

إقرأ أيضًا: زيارة بومبيو وإرتدادتها على لبنان

ولا جدال، تقول المصادر، في ان مزارع شبعا اللبنانية التي استولى عليها الإسرائيليون في حرب 1967 دون جهد يذكر ودون أن يكون لبنان جزءا من تلك الحرب ستكون الضحية التالية، ما لم يحصل تحرك دولي حاسم دفاعًا عن القرارات الدولية ذات الصلة والتي تخطاها الرئيس ترامب بصدر منفوخ.

المقلق في موضوع مزارع شبعا أن الاسرائيليين لا يعترفون بلبنانية الجزء الأكبر منها، تحت ذريعة أنهم احتلوها فيما كانت تحت السيطرة السورية، كما الجولان السوري.

يذكر أن الجيش السوري تمدد من الجولان باتجاه مزارع شبعا في فترة القيادة العربية الموحدة تعزيزًا لدفاعاتها الجولانية وتحسبًا للدخول الإسرائيلي من هذه الخاصرة اللبنانية الرخوة، وقد سعى لبنان إلى أخذ اعتراف سورية بلبنانية المزارع وبترسيم الحدود معه، لكن عبثًا.

وأشارت المصادر إلى أن الزوار الأميركيين وآخرهم وزير الخارجية مايك بومبيو أبلغ المسؤولين اللبنانيين عزمهم انهاء ترسيم الحدود اللبنانية جنوبًا وشمالًا.

إقرأ أيضًا: الرسائل الأمريكية تصل والترقب سيد الموقف

واللافت هنا أن الوزير بومبيو حرص على لقاء الشخصيات المسيحية المعارضة ضمنًا أو علنًا للرئيس عون، كسمير جعجع وميشال معوض والمطران إلياس عودة، ثم قام بجولة سياحية في مدينة جبيل ليؤكد لمن يعنيهم الأمر أن لواشنطن حصتها في البيئة المسيحية.

واللافت أيضًا وفي المقابل أن أي موقف روسي ضد قرار ترامب لم يصدر، بينما رد البعض هذا الصمت إلى توجس موسكو من لقاء رؤساء أركان الجيوش الإيرانية والعراقية والسورية على حين غرة منها كما يبدو على الأقل.

 ومع ذلك فان ظلال المخاوف ستظل ترخي بثقلها على مجمل الوضع الداخلي، خصوصاً انه في الدوائر المحيطة بترامب، مجموعة من الصقور تسعى، منذ زمن، لاعتبار لبنان جزء مما يسمونه دولة حزب الله. وكانت زيارة بومبيو إلى بيروت، حيث اوضح للمسؤولين الجدية الاميركية في مواجهة ايران، ومغبة ان يساعد اللبنانيون، إيران في تفادي أي من العقوبات، وفي هذا السياق يشير البعض أن بومبيو لم يطلب من اللبنانيين، حسب المصادر الأميركية، ملاحقة حزب الله أو الانخراط في مواجهة مسلحة معه، بل طلب تحييد الدولة اللبنانية عن الحزب، على جاري العادة في السنوات الماضية، بما في ذلك من مصلحة للبنان.