أصبحت التهدئة المصريّة، حديث الساعة الماضية، لاسيّما وأنّها إستراحة مُقاتل بعد رحلة طويلة من الحرب المفتوحة بإمكانات متواضعة، تأتي لِمصلحة الشعب الفلسطيني، ليستطيع أن يلتقط أنفاسه، خصوصًا وأنّه إستنزف كلّ طاقاته بفعل آلة الحرب الإسرائيليّة الهمجيّة، التي طالت الإنسان والحجر.
 
تقدّمت مبادرات دوليّة عدّة للشعب الفلسطيني وهو في حال يُرثى لها، في لحظاتٍ كان الشعب الفلسطيني يُسدّد أهدافه في العمق الإسرائيلي، لذلك نستعرضُ أبرز النقاط التي وقفت حجر عثرة أمام إعلان التهدئة.
 
بدايةً، من الصعب في الوقت الراهن أن يكون هناك تهدئة شاملة، قبل أن تكون وصلت العمليّات العسكريّة الإسرائيليّة إلى أهدافها الرامية في قطاع غزّة، لاسيّما وأنّ إسرائيل بحاجة ضروريّة لترميم هيبتها وقوّتها الرادعة بعد إطلاق الصاروخ على تل أبيب، وإلا فستخسر قدرتها على ضبط التعامل مع القطاع.
 
 
في الوقت هذا أيضًا، تحرصُ السلطات الإسرائيليّة إلى إرسال رسالة إلى الداخل الإسرائيلي، بأنّه قادر على ردع حماس والجهاد الإسلامي في غزة، لذا لم تلتزم بوقف إطلاق النار أو حتى عدم قبولها بالتهدئة منذ اللحظة الأولى، لأنّها تودُّ توجيه ضربة عسكريّة قويّة لحماس قبل أن تتوقف عملياتها أو على الأقل تتوقّف مسيرات العودة ليتم التسويق لها في الإنتخابات الإسرائيليّة المُقبلة.
 
نتنياهو يودّ أنّ يوقع على التهدئة ولكنّ في الوقت عينه يريد كسب المزيد من الوقت، من أجل محاولة فضّ مليونيّة الأرض المُقرّر تنظيمها في غزة السبت المُقبل.
 
لا نستطيع في الوقت الراهن الحديث عن تهدئة رسميّة حتى الآن، وما جرى هو فقط من أجل خفض التوتر الحاصل بين المقاومة والاحتلال حتى عودة نتنياهو إلى تل أبيب، كما أن الواسطة المصريّة لا تستطيع أن تصل إلى إتفاق نهائي إلّا بعد حضور نتنياهو، الذي ترتبط به قرارات الحرب أو التهدئة.