القدس، الجولان... ألم يأن الأوان لكي يستيقظ العرب من سباتهم العميق؟! وماذا لو شهدنا تحركًا عربيًا بدل الإستنكار؟
 

بعد قرار ترامب فيما يخص الجولان بتنا أمام الكثير من الأسئلة المحيرة، فإلى كم صفقة أميركية – إسرائيلية يحتاج العرب كي يستيقظوا من سباتهم العميق.

في 6 كانون الأول 2017، "أعلن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب في خطاب متلفز له أن مدينة القدس المحتلة عاصمة للإحتلال الإسرائيلي، وأصدر أوامره للبدء بخطوات نقل سفارة بلاده من مدينة تل أبيب وسط فلسطين المحتلة عام 1948 إلى مدينة القدس المحتلة".

وبالأمس 25 آذار 2019، "اعترف ترامب رسميًا بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان المحتلة من سوريا في عام 1967، في خطوة أشاد بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتنياهو ووصفها بالتاريخية".

إقرأ أيضًا: نتنياهو يتوعد وغزة تتأهب

وأما عربيًا، وكالعادة استنكر العرب قرار ترامب، إذ أصدرت السعودية بيانًا أعربت فيه عن "رفضها التام، واستنكارها للإعلان الذي أصدرته الإدارة الأميركية بالاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة".

كما وأعربت دولة قطر عن "رفضها اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان"، فيما قالت وزارة الخارجية الأردنية إن "الجولان أرض سورية محتلة، ونرفض ضم إسرائيل لها وأي قرار يعترف بذلك".

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية اللبنانية، إن "إعلان ترامب بشأن الجولان مدان ويخالف القانون الدولي ويقوض أي جهد للوصول للسلام العادل"، وشددت على أن "الجولان أرض سورية عربية، ولا يمكن لأي قرار أن يغير هذه الواقعة ولا لأي بلد أن يزور التاريخ".

كما وأعربت البحرين عن أسفها، معتبرةً أن تلك خطوة "من شأنها تعطيل الجهود الهادفة للتوصل لسلام دائم ومستقر في منطقة الشرق الأوسط"، أما وزارة الخارجية في الإمارات فقد شدّدت على أنّ "هذه الخطوة تقوّض فرص التوصّل إلى سلام شامل وعادل في المنطقة"، مؤكّدةً "عدم إمكانية تحقيق الاستقرار والسلام طالما تواصل إسرائيل احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية"، وركّزت على أنّ "الجولان أرض سورية عربية محتلة وأنّ قرار الإدارة الأميركية لا يغيّر هذا الواقع".

بدورها أعلنت الكويت عن رفضها للقرار في بيان لها، معتبرةً ان هذا "القرار يخالف القانون الدولي وقرارات الشرعية ولاسيما القرار 497، الذي دعا إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان السورية واعتبار قراراتها في الجولان لاغية وليس لها أي أثر قانوني".

وبدورها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية أن "دعوة الولايات المتحدة إلى الإعتراف بسيادة الإحتلال الإسرائيلي على الجولان السوري تعطي الشرعية للإحتلال وتتعارض مع القانون الدولي".

إقرأ أيضًا: ماذا لو كان الشعب الفلسطيني «عمر أبو ليلى»؟!

وبدوره، انتقد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، بأشد العبارات قرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، معتبرًا إياه "قرارا باطلًا شكلًا وموضوعًا"، وشدد على أن "إعلان ترامب يعكس حالة من الخروج على القانون الدولي روحًا ونصًا تقلل من مكانة الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، بل وفي العالم"، وأشار إلى أن "الإعلان الأمريكي لا يغير شيئًا في وضعية الجولان القانونية"، مؤكدًا أن "الجولان أرض سورية محتلة لا تعترف أية دولة بسيادة إسرائيل عليها".

من ناحيته، صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن "أي قرار يمس السيادة على القدس أو الأراضي العربية لا شرعية له"، كما قال مصدر رسمي بخارجية النظام السوري إن القرار "يمثل أعلى درجات الإزدراء للشرعية الدولية، ويفقد الأمم المتحدة مكانتها ومصداقيتها"، وحذر من أن "هذه السياسة العدوانية الأميركية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار"، وشدد على أنه "من حق سوريا العمل على تحرير الجولان بكل الوسائل المتاحة".

إذًا وبعد كل هذه الإستنكارات الشفهية لا يسعني سوى أن أقول: "يا شعوب العالم العربي استيقظوا من غفوتكم ونومكم العميق وكأنكم لا تعلمون ما يُحاك لنا، إلى متى سنظل نقف في موقف المستنكر المتفرج ونحن نُغض الطرف عما يجرى ويدور أمام أعيننا عبر الشاشات ووكالات الأخبار، وكأننا في سبات عميق من النوم ولا نريد أن نصحوا منه أبدًا!!".