لو عرفتم جمال الجولان لما بقيت بيد اسرائيل يوماً واحداً، فماذا عن مزارع شبعا؟
 

استطاع دونالد ترامب، ان يُصدر قراراً باعتبار القدس الشريف عاصمة لإسرائيل يوماً، وحين وجد ان لا ردود فعل عربية "عسكرية" سوى الإستنكار، تجرأ على أن يعترف اعترافاً خبيثاً بفرض اسرائيل سيادتها على الجولان المحتل، مدرك تماماً ان من باع القدس وفلسطين يوماً، ومن تنازل عن "شبر" عربي، سيتنازل ايضاً عن 1800 كلم2 تحتضن مرتفعات الجولان، والعشرات من الموارد الطبيعية، التي ربما تناساها العالم العربي.


وتعتبر الجولان مهملة "عربياً" منذ حرب حزيران 1967، ففي الخامس من حزيران لذلك العام اندلعت حرب واسعة بين العدو الإسرائيلي وكل من سوريا والأردن ومصر، ودارت معارك عنيفة بين الطرفين السوري والإسرائيلي، وبعدها غزا الجيش الإسرائيلي الجولان واحتل 1260 كم2 من مساحة الهضبة بما في ذلك مدينة القنيطرة.


وفي عام 1974 وعلى خلفية اتفاقية فك الإشتباك، أعادت إسرائيل لسوريا مساحة 60 كم2 من الجولان، وفي عام  1981 قرر الكنيست الإسرائيلي ضم الجزء المحتل من الجولان الواقع غربي خط الهدنة 1974 إلى إسرائيل بشكل أحادي الجانب ومعارض للقرارات الدولية.

 

إقرأ أيضاً: بيت الأشرفية: بيت الإنسانية لأكثر من 200 عائلة!

 


ومنذ ذلك الحين، بقيت الجولان السورية، وحيدة عربياً، وتحت سيطرة اسرائيلية تجرأت بدعم اميركي ان تبسط سلطتها على الجولان دون تحرك عسكري، دون رفض، دون اعتراض، بل استنكار!


فالجولان التي باتت مهمشة، تحتضن كنز غريب من الموارد الطبيعية، بحيث تشير اسرائيل إلى أنها تستفيد من 21% من منتجات الكرمة، و40% من لحوم البقر، وتسد حوالي نصف احتياجاتها من المياه المعدينة العذبة، هذا عدا عن انها تشكل المصدر الرئيسي للمياه لمنطقة قاحلة، وتوفر ثلث إمدادات المياه الإسرائيلية، كونها مصدر مياه بحيرة طبريا، وتشكل خزان مياه إسرائيل الاستراتيجي.


أما زراعياً فتعد الجولان ارضاً زراعية خصبة، حيث يشتهر أهلها من العرب السوريين، بزراعة التفاح، في حين تستغلها إسرائيل في زراعة العنب من أجل إنتاج النبيذ.


وبعد اعتراف ترامب الأخير بسيادة اسرائيل على الجولان، ورغم الصمت العربي الذي عجز عن تحرير فلسطين ومنع اعتبار القدس عاصمةً لإسرائيل، ماذا عن مزارع شبعا؟ فهل ستكشف الأيام المقبلة نية اميركية لتحقيق مطامع اسرائيلية جديدة؟