هل أن نتانياهو مستعدًا اليوم للمواجهة الشاملة التي قد توصله إلى حرب غير معروفة النتائج؟
 

قطع رئيس الوزراء الإسرائيلي زيارته إلى واشطن عائداً إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة بسبب ما وصفه بالحدث الإستثنائي والخطير الذي تمثل بسقوط صاروخ على منزل في أطراف تل ابيب. 

وكان نتانياهو قد بدأ نهار الأحد زيارته إلى الولايات المتحدة الاميريكية للمشاركة في مؤتمر اللوبي اليهودي السنوي في الولايات المتحدة "إيباك"، والجميع بانتظار وصول الجنرال غانتس، بعد أن وجهت له دعوة رسمية للمشاركة بالرغم من أنه لا يحمل صفة رسمية وليس عضو كنيست أو زعيمًا للمعارضة، وبالرغم من الدعم الواضح الذي يقدمه الرئيس الاميريكي ترامب لنتانياهو في الإنتخابات الإسرائيلية الا أن غانتس هو المنافس الأقوى اليوم في وجه رئيس الوزراء الحالي خصوصاً بعد انسحاب رئيسة المعارضة السابقة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني من المعركة واعتزالها السياسة.

إقرأ أيضًا: الفاروق كتب البداية وابو ليلى يكتب النهاية عُمَر ٌ يعيد أمجاد فلسطين

يُحَّمِل الجنرال بني غانتس نتانياهو مسؤولية تردي الاوضاع على الحدود مع غزة ومسألة التفلت الامني الذي يصيب إسرائيل اليوم وذلك لعدم قدرته على المواجهة وعدم معرفته العسكرية ويؤكد أن معالجة الأمر لا يمكن الا بالقضاء على حماس نهائياً.

وفضلاً عن غانتس، اتفق خصوم نتنياهو في الأحزاب السياسية الإسرائيلية؛ وزير الأمن السابق أفيغدور ليبرمان، وزعيم حزب "العمل" آفي غباي، على أنّ ما يحدث مع قطاع غزة هو "نتاج عدم وجود سياسة إسرائيلية واضحة تجاه حركة حماس، وعدم اتخاذ قرار بشأن القضاء عليها وإنهاء سلطتها في القطاع.

إقرأ أيضًا: من نجاح واكيم إلى بولا يعقوبيان ... عهودٌ تمضي وفساد نحو الازدياد

وفي السياق، أكد مدير مركز أبحاث الأمن القومي، والرئيس السابق لشعبة الاستخبارات في جيش الاحتلال الإسرائيلي عامس يادلين، أنّ "عمليات إطلاق الصواريخ والتصعيد ستتواصل مقابل حركة حماس، وصولاً في نهاية المطاف إلى مواجهة عسكرية، ينبغي الاستعداد لها والتخطيط لها جيداً، مع تحديد الأهداف المطلوب تحقيقها سواء من الجيش أم من المستوى السياسي".

ويعتقد يادلين أنّ "مواجهة كهذه، إضافة إلى وضع خطط لها، آتية لا محالة، وقد تكون في الربيع المقبل أو الصيف، وليس بالضرورة الآن"، على حد قوله.

السؤال الذي يطرح نفسه هو هل أن نتانياهو مستعدًا اليوم للمواجهة الشاملة التي قد توصله الى حرب غير معروفة النتائج أم أن معركته الانتخابية تفرض عليه الرد الحازم بضربات خاطفة ومحدودة لحفظ ماء الوجه امام المجتمع الإسرائيلي؟